تختتم مساء اليوم فعاليات الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للمسرح بعرض ''التمرين'' لفرقة ''مسرح الناس'' التونسية في ''قاعة الحاج عمر'' بالمسرح الوطني ابتداء من الساعة الخامسة· وتروي المسرحية التي اقتبست عن نص للفنان امحمد بن قطاف وأخرجتها دليلة مفتاحي؛ قصة ممثلتين ومخرج في قاعة مغلقة يتدربون على إنجاز مسرحية بعنوان ''التمرين'' لكنهم يتعرضون للطرد من طرف مدير القاعة كونه يحتاجها لأعمال أخرى· وتروي المسرحية التي تتدرب عليها الممثلتان قصة أختين تعيشان مع بعضهما في منزل جميل أمامه شجرة برتقال، بينما بنى الجيران عدة طوابق لبيتهم فحجبوا الشمس عنهما الشمس لتقدما شكوى أمام العدالة ولكنهما خسرتا القضية فامتنعتا عن الخروج من منزلهما·· أي في المسرح يريدون إخراجهما من القاعة وفي المسرحية يريدون إخراجهما من منزلهما· كما تتناول مسرحية ''التمرين'' رحلة البحث الدائم لفناني المسرح عن فضاءات لممارسة هوايتهم، حيث نجد على الخشبة ممثلتين ومخرجا وموسيقيا يتمرنون بلا ملل أو كلل يوما بعد يوم على نفس المسرحية التي تحمل عنوان ''حكاية مواطن مضطهد من جيرانه الأقوياء''، غير أن هذه التمارين تتحول إلى كابوس، بحيث ترى الفرقة مغادرة أعضائها الواحد تلو الآخر، وترى نفسها مطرودة من كل قاعة بدأت فيها التمارين، تحت أي سبب وأية حجة ''اجتماعات حزبية·· نقابية·· عروض سينمائية'' وغيرها من ''الأولويات'' في أعين البعض، لكن الفرقة تبقى مع ذلك في بحث دائم عن مكان لها، على غرار الثقافة في الجزائر، وهي تبحث عن مكانتها في المجتمع؛ ولكن ما دام الأمل زادها، يبقى التمرين مستمرا حتى تنجح في تقديم عرضها الأول بعد كسر كل العوائق التي واجهتها·ويقول الفنان محمد إسلام عباس الذي يؤدي دور المخرج في العرض، إن طبيعة مسرحية ''التمرين'' هي التي تطلبت أن تتم في ''ديكور'' فقير، خاصة أن مؤلف ومخرج المسرحية محمد بن قطاف يؤمن دائما بأن الممثل هو العنصر الأساسي في أي مسرحية، وكلما كانت هناك إمكانات عند الممثل فإنه يمكن الاستغناء عن كل العناصر الأخرى من ''ديكور'' وإضاءة و''سينوغرافيا'' وغيرها، حيث أن الهدف الأسمى هو أن يكون هناك ممثل بإمكانه تقديم مسرحية دون باقي المكونات الأخرى·