تعول فرنسا على المغربي أنور كبيبش الذي عين على رأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية خلفا للجزائري دليل أبو بكر، لإجراء تغييرات في المنهجية التي اعتاد عليها المجلس في تسيير شؤون الجالية المسلمة، حيث تختلف رؤية المغربي أنور كبيبش، رئيس تجمع مسلمي فرنسا للحقل الديني عن سابقه الجزائري عميد مسجد باريس الكبير، وبما أن المجلس ينشط بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية فيما يتعلق بعملية بناء المساجد، البيع الحلال، تكوين الأئمة وتأطير المسلمين الموجودين في السجون، الذين ينظمون إلى الأمن والجيش الفرنسي، فإن فرنسا تبحث عن شخصية موالية تمكنها من فرض علمانيتها على الدين الإسلامي، وتكييف الإسلام والمسلمين بما يخدم مصالحها السياسية. عين رئيس تجمع مسلمي فرنسا المغربي أنور كبيبش، على رأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية خلفا للجزائر دليل أبو بكر عميد مسجد باريس الكبير، على أن يتسلم الرئاسة عام 2017 التركي احمد اوغراس من مجلس المسلمين الأتراك في فرنسا، وذلك بعد التعديل الذي عرفه القانون التنظيمي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بخصوص طريقة الانتخابات التي وافق عليها مجلس إدارته في فيفري 2013 قبيل انتخابات المجلس قبل سنتين، حيث تم الاتفاق على التداول كل سنتين على تدبير شؤون مسلمي فرنسا داخل هذه الهيئة خلال ولاية مدتها ست سنوات، وتختلف رؤية أنور كبيبش عن رؤية دليل ابو بكر، حيث وبمجرد تعيينه، راح كبيبش يدلي بتصريحات تعهد فيها بمواجهة التطرف والتشدد بين مسلمي فرنسا، مؤكدا على مساعيه لمواجهة أفكار الهجرة للقتال في سوريا والعراق ضمن الجماعات المتشددة، وهو ما تبحث عنه السلطات الفرنسية خصوصا في أعقاب الهجمات الأخيرة التي استهدفتها، والتي جعلتها تطالب بإسلام يفصل على مقياس علمانيتها، مما يفسر جليا، الارتياح الذي استقبل به الإعلام الفرنسي الرئيس الجديد، خصوصا أن هذا الأخير أكد أنه لا ينوي الدخول في جدل مع الأطراف المعادية للإسلام،- في إشارة إلى أنه لن يرد على أي تصريحات رسمية تمس بالإسلام مثلما فعل دليل أبو بكر سابقا- وإنما هدفه الرئيسي يكمن في استقطاب الشباب والنساء والمؤسسات المدرسية للمجلس، عوض اللجوء لأشخاص يحملون أفكارا متطرفة، وتوفير مناخ أكبر للأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام حديثا.