تزايد العداء ضد المسلمين وتدنيس 12 مسجدا في فرنسا قاطعت الهيئة المديرة لمسجد باريس اجتماعا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، كان يهدف إلى تعيين رئيس جديد للمجلس، بعد بروز مساعي من الطرف المغربي المهيمن على المجلس لرفض تعيين عميد المسجد دليل بوبكر رئيسا للهيئة التي تمثل مسلمي فرنسا. قال عبد الله زكري، وهو رئيس “مرصد معاداة الإسلام والمسلمين”، لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس، “غادرنا اجتماع المجلس، لأننا أدركنا أن هناك تحالفا استراتيجيا بين المغاربة والأتراك ضد الجامع الكبير في باريس، وهذا خرق للاتفاق الذي وقّعناه أمس”، مشيرا إلى أن “المغاربة والأتراك طالبون في الجلسة مزيدا من المناصب على نحو لم يكن متفقا عليه”. وكان الاتفاق يقضي بتعيين عميد مسجد باريس، دليل أبو بكر، رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بعد رفض مجلس مسلمي فرنسا المقرب من المغرب لمرشح مسجد باريس شمس الدين حافظ، لأنه محامي جبهة البوليساريو. وكان دليل أبو بكر قد أعلن في البداية عدم ترشحه لرئاسة المجلس، بعد نتائج الانتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، والتي انتهت إلى حصول المغاربة على 25 مقعدا، في مقابل ثمانية مقاعد للجزائريين، وسبعة مقاعد للأتراك، فيما قاطع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا المقرب من تنظيم الإخوان المسلمين الانتخابات. وتبرز هذه الحالة حدة الخلاف القائم بين الهيئات التمثيلية للمسلمين، بشأن السيطرة على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي أسسه الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي، لتمثيل خمسة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، والاستقطاب الحاصل بين الهيئات المقربة من الجزائر، ونظيرتها المقربة من المغرب، ضمن سياق الصراع السياسي القائم بين البلدين. على صعيد آخر، ذكر رئيس مرصد معاداة الإسلام والمسلمين، عبد الله زكري، (هيئة منبثقة عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية)، أن الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين في فرنسا ارتفعت بنسبة 25 بالمائة خلال الربع الأول من السنة الجارية، كان آخرها الاعتداء الذي تعرضت له امرأتان محجبتان في منطقة أرجانتوي في باريس، كما تعرض أكثر من 12 مسجدا إلى التدنيس برسومات على جدرانها. وأضاف زكري أن الهيئات الإسلامية طلبت، في نوفمبر الماضي، من الرئيس فرنسوا هولاند إصدار بيان رسمي ضد تصاعد معاداة الإسلام، لكنه لم يستجب لهذا الطلب، لأن هناك كيلا بمكيالين، فالأعمال المعادية للإسلام لا تعامل كما تعامل به المعادية للسامية مثلا”. وزادت الخطابات السياسية المعادية للمسلمين في فرنسا منذ قضية محمد مراح الذي قتل في مارس 2012 ثلاثة عسكريين وأربعة يهود في ليون، ورفع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا دعوى ضد مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية، الحزب اليميني المتطرف، التي طلبت حظر الاتحاد بمبرر أنه مقرب من المجموعات المتطرفة”. وأكد عبد الله زكري أنه يعتزم رفع دعوى ضد زعيم حزب اليمين المعارض جان فرانسوا كوبي، الذي تهجم على شبان مسلمين ووصفهم بالمشاغبين.