كشف عميد مسجد باريس، دليل أبو بكر، عن خطوات لرأب الصدع بين مسلمي فرنسا، بعد مقاطعة المسجد والفدراليات التابعة له انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وأفاد أبو بكر ل''الخبر'' عن دور أداه وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان لتقريب وجهات النظر بين طرفين (المجالس المحسوبة للجزائر وأخرى للمغرب)، ما جعله يتجاوز الخلاف مع المغربي، محمد الموسوي رئيس مجلس الديانة. كثيرون لم يفهموا انتخاب عميد مسجد باريس دليل أبو بكر، رئيسا شرفيا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في أعقاب الحملة التي قادها على رأس مسجد باريس والفدراليات التابعة لها، لمقاطعة الإنتخابات، قياسا لترويجه أن النظام الإنتخابي ''غير منصف''. ووفقا لتوقعات مسبقة، أعيد انتخاب المغربي محمد الموسوي على رأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، والذي كان المرشح الوحيد لرئاسة المجلس، فيما تم انتخاب دليل أبو بكر، رئيسا شرفيا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. واستوضحت ''الخبر'' أمس، لدى دليل أبو بكر خلفيات هذا ''التحوّل'' في خطابه إزاء الفدرالية الفائزة، والتي تعرف في فرنسا بالمقرّبة من المغرب، فأوضح يقول: ''فعلا أنتخبت رئيسا شرفيا، وهذا الأمر (التقارب) قررناه من أجل ترسيم الهدوء ما بين المسلمين، وداخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية''، وتابع في اتصال هاتفي مع ''الخبر'': ''أعتقد أن إجراءات في هذا الإتجاه ستسهّل من عمل كل الفدراليات والمساجد في العمل معا بصفة أخوية، إنسانية وهادئة، لمستقبل الديانة الإسلامية في فرنسا، مع تحييد الحسابات بين جزائريين أو مغاربة، ودون أية تفرقة''. ولمّح دليل أبو بكر، في حديثه، إلى أن جهات فرنسية لعبت دور الوساطة بين الفدرالية الفائزة وعمادة مسجد باريس التي قاطعت الإنتخابات، فقال إنه ''يتوجّه إليها بالشكر لسعيها لتهدئة الخواطر، وإيجادها لتوازن بين الفدراليات، حتى نجتمع تحت رأي واحد في خدمة الديانة الإسلامية، ونحن سنعمل جاهدين لإنجاح هذا المسعى الأخوي''. وسألت ''الخبر''، إن كان مسؤول فرنسي بعينه توسّط بين عمادة مسجد باريس وتجمّع مسلمي فرنسا، فرد: ''وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان كان له رأي حكيم حتى نجتمع ونتفاوض للصالح العام، وهو مشكور على جهده لعدم توسّع الخلاف والفراق''. ومعروف أن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية أنشأته الحكومة الفرنسية في 2003 ليكون ممثّل المسلمين لدى السلطات العامة، بالنسبة إلى كل المسائل المتعلقة بالإسلام، الذي يمثّله ما بين 4 إلى 5 ملايين مسلم في فرنسا. لكن الإنتخابات التي جرت بداية الشهر الجاري، جرت وسط انقسامات بين فدراليات مقربة من الجزائر مثل المسجد الكبير في باريس الذي يمثله دليل أبو بكر (فضل مقاطعة الإنتخابات)، وأخرى موالية للمغرب (تجمع مسلمي فرنسا)، وكذلك لتركيا أو إفريقيا، أو مقربة من الإخوان المسلمين مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. وسئل دليل أبو بكر إن كان التقى محمد الموسوي للتفاوض حول ما يسميه ''المسار الأخوي''، فأجاب أن لقاء جمعهما قبل الإنتخابات، و''اتفقنا على القيام بعمل تجديدي من أجل مجلس ديانة ثان (يقصد مرحلة جديد)، يتجاوز فترة الخلافات''، على أن يعقد اجتماع آخر لمجلس مسجد باريس نهاية الشهر الجاري لتقرير إجراءات جديدة، وختم أبو بكر يقول: ''ما وصلنا إليه هو أول مثال للجاليات من أصول مختلفة تنجح في التقارب''.