وفد وزاري واقتصادي هام يرافق الوزير الأول في زيارته يتوجه الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة وفد هام من الوزراء ورجال الأعمال إلى المملكة الإسبانية يوم 21 جويلية الجاري، لترؤس أشغال القمة الثنائية الجزائرية الإسبانية السادسة رفقة رئيس الوزراء الإسباني ماريون راخوي. ومن المنتظر ان يتبع الإجتماع بمنتدى مشترك لرؤساء الأعمال يشمل المصالح المشتركة في مختلف القطاعات، لا سيما الزراعة التحويلية، الأشغال العمومية، الصحة، الطاقة. فيما أوردت المصادر أن لقاء يجمع الوزير الأول سلال بالملك الإسباني فيليب السادس برمج ضمن أجندات الزيارة. لقاء مدريد، له إطار مرجعي يتمثل في معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي وقعها البلدان في 8 اكتوبر من سنة 2002 بالعاصمة الإسبانية بمناسبة الزيارة التي قام بها بوتفليقة إلى إسبانيا، وهو في ولايته الرئاسية الأولى وانعقدت تبعا لها أول قمة رفيعة المستوى بين البلدين بالجزائر سنة 2003 والثانية بمدريد سنة 2005، ثم الاجتماع الثالث في الجزائر سنة 2006، قبل أن يلتقي الطرفان مجددا للمرة الرابعة في مدريد سنة 2010. في حين كانت آخر قمة ثنائية رفيعة المستوى بين البلدين انعقدت شهر ديسمبر 2012 بالجزائر العاصمة. وقد فتحت العلاقات بين البلدين المجال لمقاولات إسبانيا من أجل الاستثمار بالجزائر في قطاعات عديدة، مثل الأشغال العمومية والنقل والمياه والفلاحة والبناء، لتنمو معها المبادلات التجارية، حيث أصبحت مدريد 4 ممون للجزائر بنسبة 30 بالمائة مقارنة مع دول الاتحاد الاوروبي وأكبر زبون، حيث استوردت ما قيمته 9.71 مليار دولار (15.43 بالمائة من مجموع مبيعات الجزائر للخارج). ومن المنتظر أن تشمل أجندة القمة محاور مهمة لا سيما في المجال الأمني، حيث يتزامن الاجتماع مع نية أوروبية لمحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر مياه المتوسط، ومن المنتظر كذلك أن يخصص جزءا كبيرا من اللقاء لمفاوضات تمديد عقود الغاز التي تربط الجزائر بإسبانيا، حيث لاطالما شكل ملف الغاز لبنة أساسية في العلاقات الثنائية بين البلدين، رغم اختلاف وجهات النظر بين البلدين في هذا الخصوص. فبالعودة إلى الأشهر الأولى التي أعقبت توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون الإسبانية الجزائرية، في عهد حكومة اليمين بقيادة خوسي ماريا أثنار، تم التلويح، إسبانيا بأن الغاز الجزائري الذي يغذي 58 بالمئة من احتياجات إسبانيا يجب أن يتم الاتفاق عليه عبر عقود قصيرة الأجل في محاولة يائسة للضغط على ورقة الأسعار، غير أن صعود الاشتراكيين إلى قصر "لامونكلوا" خفف الجدل حول هذا الموضوع، غير أن انهيار أسعار النفط التي ترتبط بأسعار الغاز خلف حالة عدم رضا لدى الشركاء الإسبان حول السعر الحالي التي تضعه الجزائر. إلى جانب الملفات الإقتصادية، التي تحت عنوانها تنعقد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة، تحتل ملفات الإرهاب والهجرة السرية حيزا هاما من المباحثات. وفي هذا الإطار حققت الجزائر نقلة نوعية في التقليص من عدد المهاجرين السريين الذين يصلون إلى إسبانيا انطلاقا من سواحلها. كما قابلت مدريد ذلك بمرونة في منح التأشيرات السياحية للمواطنين الجزائريين. ومن جهة أخرى تعتبر إسبانيا والدول الغربية عموما، أن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو تنامي المجموعات الإرهابية القادمة من ليبيا بما يجعل من الجزائر الشريك الأكبر لها في المنطقة.