أكد الشيخ أبو جرة سلطاني أن حركة مجتمع السلم قد تجاوزت الأزمة، وأنه قد أصبح بإمكان المنشقين العودة إلى صفوف الحركة، بعدما فتحت مؤسساتها الأبواب أمامهم.. وقال سلطاني، في حوار خص به ''الجزيرة نت'' بالعاصمة الموريتانية نواكشط، إن الهيئات المسؤولة في حركته، قررت السماح بعودة المنشقين إلى الحركة بثلاثة شروط تشمل حل كيانهم الجديد، والعودة بشكل فردي والالتزام مستقبلا بالعمل والإصلاح من خلال مؤسسات الحركة وليس من خارجها. مشيرا إلى أن بعضهم عاد إلى كنف الحركة، وبعضهم لا يزال خارجها. وقال خليفة الراحل محفوظ نحناح إن السبب في فشل المساعي الداخلية والخارجية في التوفيق بين الطرفين، هو أن ''الذين انشقوا كانوا قيادات في يوم ما، ومن المعروف أن القيادي إذا انشق يصعب أن يعود إلى حزبه إلا إذا وجد الموقع المتقدم جدا، وهذه المواقع تمنحها الهيئات والمؤتمرات ومؤسسات الحركة، ولا يمنحها رئيس الحركة ولا أي شخص آخر''. ورفض وزير الدولة السابق الخوض في التأثيرات السلبية التي طالت الحركة من جراء تلك الأزمة، قائلا إنه يجب ترك ذلك للانتخابات النيابية والمحلية عام ,2010 فهي وحدها الكفيلة بمعرفة ما إذا كانت الحركة ما زالت تحتفظ برصيدها، أم أنها تراجعت عن موقعها السابق. القاعدة تعرّت سياسيا وشعبيا وعملياتها معزولة من جهة أخرى،أكد سلطاني، أن الجزائر قد تعافت بصفة نهائية من ظاهرة الإرهاب وانتقلت إلى مرحلة ما بعد الإرهاب وهي بصدد طي صفحة العنف وخيار السلاح التي عرفتها مطلع التسعينات وامتدت لسنوات بعدما وصلت الجماعات المسلحة إلى قناعة عدم وجود بديل عن تدابير ميثاق السلم والمصالحة، الذي أقره رئيس الجمهورية بإعادة أفرادها إلى مكانهم الطبيعي في المجتمع. وأضاف رئيس حمس، أن بقايا هذه الجماعات وما أصبح يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد تعرت سياسيا وشعبيا ما جعل عملياتها معزولة تفتقر إلى التأثير السياسي والاجتماعي رغم الصدى الإعلامي الذي تحدثه أحيانا. في السياق ذاته، أكد أبو جرة أن حركة مجتمع السلم تتبنى فلسفة تقوم على ضرورة الجمع في مواجهة ظاهرة الإرهاب بين الجهد الثقافي والعلمي للمفكرين وأصحاب الرأي مع الجهد العسكري والأمني للدولة، محذرا من خطورة طلب العون الخارجي لمواجهة الإرهاب في الداخل أو تتبع فلول الجماعات المسلحة خارج حدود الدولة أو تفضيل العمل الفردي والتنسيق خارج الإقليم على التنسيق الإقليمي في المواجهة. وعن تقييمه لسياسة المشاركة في السلطة التي تنتهجها الحركة منذ عقد من الزمن، عدّد أبو جرة الإيجابيات والفرص التي أتاحتها هذه التجربة كالتدرب على إدارة شؤون الحكم، والتقرب من دوائر صنع القرار، وتصحيح صورة الإسلاميين عند الآخر، مقرا بسلبياتها التي تتمثل في تشوه صورة الإسلاميين المشاركين في السلطة في نظر الناس على اعتبار أن صورة الإسلامي في ذهنية البعض لا تسمح له بالخطأ ولو تناهى في بساطته، ويغفرون تجاوزات الآخرين مهما عظمت.