أكد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، للمرة الثانية على التوالي ميله لأسلوب النقد، من خلال معارضته للسياق العام لقمة أحزاب التحالف، عندما اختار مشكل الطلبة والشباب كموضوع مفضل في قمة إطارات التحالف، محملا الحكومة المشاكل التي يعرفها الشباب، مستعينا في تمرير رسائله بعبارات النقد واللوم. وأكدت مصادر برلمانية من حركة مجتمع السلم ل”الفجر”، أن جميع تحركات أبو جرة، سواء في إطار التحالف الرئاسي أو الحركة، منصبة في الوقت الراهن على كسب ولاء المناضلين وعدم تحقيق المزيد من الخسائر داخل الحركة، بعد بروز جناح بقيادة عبد الرزاق مقري، يرفض مواقف أبو جرة وسياسته داخل التحالف الرئاسي، وتحمله مسؤولية تراجع الحركة على المستوى القاعدي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن نبرة الولاء التي صدرت من أبو جرة سلطاني تجاه مقري وأنصاره داخل الحركة، دشنت منذ شهر فيفري، عندما راجت إشاعات عن استقالة مقري، التي وقعت بالفعل و رفضها مجلس الشورى، واستدل النواب برغبة مقري في الانضمام إلى المسيرة التي نظمتها تنسيقية التغيير والديمقراطية آنذاك، وهو ما فهمه أبو جرة وسارع لمقاطعته في محاولة لعدم تضييع نائبه بالحركة، الذي يشرف على منظمة جيل الترجيح وشباب شمس ويملك نفوذا داخل الاتحاد الطلابي الحر، يضيف المصدر. وواصلت ذات المصادر أن عبد الرزاق مقري تمكن من تغيير موقف أبو جرة سلطاني داخل التحالف الرئاسي، خاصة بعد حالة الغليان الشعبي الذي يطبع أكثر من جبهة، فضلا عن أن الحركة ملزمة بالقيام بذلك لكسب مواقعها في الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة، ما يعني أن لغة الخطاب السياسي لابد أن تتغير وتواكب تطلعات الشباب والمواطنين. ولعل المتتبع لخطاب رئيس الحركة ورسائله على الموقع الرسمي، يلمس تغير استراتيجية حمس داخل التحالف، والتي ظهرت مرة أخرى خلال قمة إطارات التحالف، وعكست إرادة الحركة في تحقيق نوع من الاستقلالية والتخلي عن سياسة الخضوع والتبعية التي انتهجتها منذ قيام التحالف، والدليل أن اعتماد الأفالان والأرندي على حمس لا يظهر إلا عندما يتعلق الأمر بتمرير المشاريع ويغيب عند الاستشارة.