انتخب عبد الرزاق مقري رئيسا لحركة مجتمع السلم خلال المؤتمر الخامس للحركة الذي انعقد بالقاعة البيضاوية بالمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة خلفا لأبو جرة سلطاني الذي كان رئيسا للحركة منذ سنة 2003 إلى ,2013 وكان مقري يشغل منصب نائب رئيس الحركة. وبفوز هذا الأخير يكون مجلس الشورى قد غلب خيار المعارضة بالنسبة لتموقع حمس في الساحة السياسية التي تستعد لخوض غمار رئاسيات 2014 بعيدا عن أي تحالفات مع الحكومة. أعلن في وقت متأخر من مساء أول أمس، عن نتائج الانتخابات الخاصة برئيس حركة مجتمع السلم، حيث عادت إلى عبد الرزاق مقري بعد فوزه على عبد الرحمان سعيدي الرئيس السابق للمجلس الشوري للحركة. بحيث تحصل مقري على 177 صوتا مقابل 65 لسعيدي في حين تم إلغاء صوتين اثر التصويت الذي شارك فيه 244 عضو من أصل 249 عضو الذين يشكلون مجلس الشورى للحركة. وقد أفرزت انتخابات مجلس الشورى الوطني الأستاذ أبوبكر قدودة كرئيس للمجلس رفقة قدور علي دواجي كنائب له، كما تم انتخاب الدكتور نعمان لعور نائب للرئيس مكلف بالتخطيط والتنظيم والمتابعة بالإضافة إلى الوزير السابق الهاشمي جعبوب مكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع المجتمع المدني. ومباشرة بعدها توالت التهاني من طرف المناضلين الذين كانوا داخل وخارج القاعة لرئيس الحركة الجديد، حيث طالبوا من مقري أن يستعد بقوة لمواجهة الرهانات المهمة التي تنتظر الحركة في الفترة المقبلة. وفي تصريح ل»صوت الأحرار«، قال مقري »إن المؤتمر الخامس كان ناجحا على جميع المستويات وهو إنجاز كبير، حيث تمت المصادقة على وثائق وأفكار جديدة، كما أثبتنا المظهر الديمقراطي، ويبقى أن الرهانات التي تنتظرنا كبيرة وهي مرتبطة بنهضة الوطن، وأنا شخصيا أحس بثقل المسؤولية التي تنتظرني«. وباختيار مقري المعروف بتوجهه الراديكالي في الوسط السياسي من خلال رفضه للتحالفات مع الحكومة، فإن المجلس الشوري يؤكد مرة أخرى الخط السياسي للحركة التي تموقعت في خانة المعارضة، لا سيما وأن مقري كان قد صرح مباشرة بعد انتخابه بأنه »سيسعى لتكريس الديمقراطية داخل مؤسسات الحركة، ومواصلة نهج الشيخ محفوظ نحناح، وترقية الأداء السياسي للحركة والانفتاح على المجتمع السياسي والمدني«. من جهته أكد فاروق تيفور المكلف بالإعلام أن »المؤتمر انعقد في ظروف طبيعية والمنافسة كانت نزيهة بين المرشحين وتمكنا من إعطاء درس في التجربة الديمقراطية من خلال رد الاعتبار للفعل السياسي بالجزائر«. وعن جديد المؤتمر الخامس، تم إدخال بعض التعديلات على القانون الأساسي للحزب المصادق من طرف المؤتمرين ومن أهمها تحديد عهدة رئيس الحركة بعهدة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة فقط وكذا إنشاء هيئة وطنية مستقلة للانضباط. كما تمت المصادقة على تحديد »كوطات« لتواجد عنصر الشباب المرأة، الجالية والكفاءات في مجلس الشورى الوطني. وبخصوص اللائحة السياسة العامة، تم إضافة محور يتعلق بالتوجه السياسي العام لتحديد مفردات وفقا للمعايير المعمول بها دوليا، حيث أن الحركة على استعداد للتواجد في الحكومة في حال حصولها على الأغلبية أو في المعارضة، كما يمكن للحركة أن تدخل في تحالفات مع أحزاب أخرى. وقد قرر المؤتمرون توسيع صلاحيات مجلس الشورى الوطني على حساب صلاحيات رئيس الحركة، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي لرئاسيات ,2014 بما يعني أن حمس تكون قد أعادت ترتيب البيت الداخلي استعدادا لهذا الموعد. ويشار إلى أن حركة مجتمع السلم تعقد اليوم ندوة صحفية بالمقر المركزي للحركة من تنشيط رئيس الحركة الشيخ أبو جرة سلطاني ورئيسها الجديد الدكتور عبد الرزاق مقري.