ينظم معهد علم المكتبات والتوثيق ل"جامعة عبد الحميد مهري" في قسنطينة، بالتعاون مع مخبر البحث والدراسات حول التوثيق العلمي والتكنولوجي LERIST؛ الملتقى الوطني الأول "المكتبات ومؤسسات المعلومات ودورها في إرساء مدن المعرفة مع الإشارة إلى مدينة قسنطينة"، وذلك يومي 23 و24 سبتمبر القادم بمعهد علم المكتبات والتوثيق. وجاء في إشكالية الملتقى أنه مر على الإنسانية وقت كانت الأرض تعتبر فيه هي الأساس الضروري للازدهار والثروة, ثم جاءت مرحلة تالية تتمثل في عصر التصنيع وفيه ارتفعت المداخن، حيث كانت تقوم الحقول. أما الآن فإن المعرفة أصبحت تؤلف – وبشكل متزايد – ليس فقط أساس القوة ولكن أيضا أساس النجاح والتقدم. فخلال العقد الأخير، خاصة مع ظهور تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات ووصولها إلى كل فرد ومؤسسة في المجتمع بتكلفة معقولة ظهر إلى الوجود تعابير علمية جديدة مثل "اقتصاد المعرفة" و"مدن المعرفة". وقد يبدو هذا المصطلح الأخير غريبا نوع ما، وتعد مدن المعرفة من أكثر الموضوعات سخونة في وقتنا الحالي، كما تعد بؤرة التركيز لجهود أطراف متعددة بوجهات نظر مختلفة على وجه الخصوص العاملين في مجال المعرفة والمعلومات والمكتبات. وتبدو كلمة مدن المعرفة كلمة ذات وقع ثقيل على أسماع مسيري نظم المعلومات والمكتبات ومؤسسات المعلومات في الفترة الأخيرة ويرجع ثقل هذه الكلمة إلى اعتبارها إحدى المبادرات المطروحة بكثرة خلال السنوات الأخيرة خاصة مع تعالي الأصوات على ضرورة التحول إلى الاقتصاد المعرفي. ومن الملاحظ، وفق ذات المصدر، أن المكتبات ومؤسسات المعلومات تعد من أهم المؤسسات التي تسعى جاهدة في إرساء هذا النمط الحديث من المدن، وذلك من خلال توظيفها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف أنشطتها للإرتقاء بمستوى الأداء وتقديم خدمات بأفضل الوسائل حتى يتسنى لها تحقيق السرعة والدقة والشمولية المطلوبة. لتوصيل الزاد المعرفي إلى أبعد الحدود. من هذا المنطلق أدركت المكتبات ومؤسسات المعلومات بمدينة قسنطينة إسهامها منها في تجسيد هذا الجيل الجديد من المدن باعتبار مدينة قسنطينة تتوفر على مقومات مدينة معرفية من خلال عدد الجامعات والمكتبات ومؤسسات المعلومات وما يدعم هذا كله ستكون عاصمة الثقافة العربية 2015. ويعالج الملتقى عدة محاور من بينها "مفاهيم مدن المعرفة، مدن المعرفة والمصطلحات ذات العلاقة، مقومات مدن المعرفة، شبكات تقنية المعلومات، ثقافة تشارك المعرفة، فوائد مدن المعرفة في التنمية الوطنية الشاملة، والمكتبات ومؤسسات المعلومات في ظل بروز مدن المعرفة، والمكتبات ومؤسسات المعلومات وتحدي مدن المعرفة، ومكانة المكتبات ومؤسسات المعلومات في مدن المعرفة، وتأهيل الإطارات البشرية والإعداد الأكاديمي لأخصائي المعلومات للمساهمة في إرساء مدن المعرفة".