واصلت أسواق المال الآسيوية تراجعها الثلاثاء 25 أوت 2015 غداة يوم أسود، بينما سجلت بورصات أوروبا تحسنا في أجواء من القلق على وضع الاقتصاد الصيني. وسجلت الأسواق العالمية انخفاضا كبيرا كما هبطت أسعار السلع إلى مستويات قياسية جديدة الاثنين على خلفية تراجع سوق الأسهم الصينية والمخاوف من انعكاسات تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتدهورت سوق الأسهم الصينية الاثنين بوتيرة أدت إلى ضياع مكاسب عام بأكمله بعد أن وصلت إلى ذروتها في منتصف جويلية وجاء ذلك رغم سلسلة تدخلات من جانب السلطات لمحاولة كبح الهبوط، إلا أن آخر محاولة لبكين للتدخل في السوق أخفقت في استعادة الثقة. وبينما واصلت الأسواق الآسيوية في الانخفاض، تشهد البورصات الأوروبية تحسنا ملحوظا. ويفترض أن تبقى الأسواق تحت الضغط بسبب قلقها من التباطؤ الاقتصادي الصيني نظرا لغياب الأخبار الجديدة المطمئنة حاليا وغياب الإجراءات المقنعة التي اقترحتها بكين. كما تسجل أسعار المواد الأولية تحسنا بعد تراجعها أمس، مع ارتفاع في أسعار النفط خصوصا. كيف بدأت الحكاية؟ بداية الأزمة التي عانت منها الأسواق العالمية، وفق ما ذكرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، كانت مع ظاهرة البيع الكثيفة في الصين في يوم 24 من أغسطس الجاري، الذي أطلق عليه البعض "الاثنين الأسود"، حيث غرق مؤشر شانغهاي المركب 8.49% في يوم واحد فقط. وكان لذلك تبعات سلبية أدت إلى خسائر في المؤشرات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليابان بانخفاض 4.61%، ألمانيا بانخفاض 4.70%، والولايات المتحدة حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 3.58%. التبعات السلبية للأسواق المالية طالت منطقة الشرق الأوسط أيضا، وكان لها نصيب في تلك الخسائر، خاصة مع انخفاض أسعار النفط الذي يمثل أحد أهم مصادر الثروة لدى الدول الخليجية التي انخفض فيها مؤشر سوق المال بنسب متفاوتة في السعودية ودبي وقطر والكويت. في الأسبوع الماضي، ووفق ما ذكره موقع ميدل إيست آي، حذر رجل الأعمال السعودي عصام الزامل من أن أسعار النفط في المملكة قد لا تتعافى لمدة خمس أو عشر سنوات. وقال الزامل: "هناك سحابة سوداء اقتصادية تغطي سماء السعودية". ويذكر أن السعودية تعتمد على النفط بشكل كبير، خاصة وأن إيرادات النفط تمثل 90% من الإيرادات المالية، و 80 % من إيرادات الحساب الجاري و 40% من الناتج المحلي الإجمالي. مستثمرون عرب خسروا لم تقتصر تداعيات الأزمة السوقية على البورصات العربية، وإنما امتدت إلى المستثمرين العرب. ووفقًا للتقرير الذي نشرته شبكة بلومبرغ الإخبارية، بلغت إجمالي الخسائر التي عانى منها 200 من أغنى الشخصيات في العالم 94 مليار دولار. وشملت قائمة أكثر الشخصيات التي عانت من الخسائر ثلاثة مستثمرين عرب: عبد الله الغرير، أحد أبرز قادة الأعمال في الإمارات، بقيمة خسائر بلغت 258 مليون دولار. محمد العمودي، رجل الأعمال السعودي، بقيمة خسائر بلغت 212 مليون دولار. محمد الجابر، رجل الأعمال السعودي، بقيمة خسائر بلغت 19 مليون دولار. في المقابل، ووفقًا لذات التقرير، أستفاد البعض من المستثمرين من الأزمة الحالية وحققوا مكاسب مادية، وذلك على النقيض من الخسائر المتوقعة. مستثمرون عرب ربحوا فقد حقق الأمير الوليد بن طلال، رجل الأعمال السعودي وأحد أكبر المستثمرين في العالم، أرباحا حتى يوم 24 أوت بلغت 169 مليون دولار. المصدر: هافينغتون بوست عربي