هبطت الأسهم الأمريكية بشدة في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت أمس، بفعل مخاوف الركود وتوقعات لأرباح ضعيفة من شركة أبل لصناعة أجهزة الكمبيوتر·وهبط مؤشر داو جونز الصناعي ب 252.08 نقطة أي بنسبة 2.11 في المئة، فيما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز الأوسع نطاقا ب33.27 نقطة أو 2.54 في المئة· وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا ب58.21 نقطة أو 2.54 في المئة· وكانت أزمة البورصات قد انتشرت على مجمل النظام المالي العالمي في الأيام الأخيرة بعدما بدأت أزمة الرهون العقارية تتوسع، وهو ما جعل المستثمرين يخشون ركودا مفاجئا للاقتصاد العالمي على منوال التراجع الاقتصادي المسجل في الولايات المتحدة· وواصلت "الأزمة" مسارها نحو أهم البورصات العالمية منها بورصات دول الخليج العربي التي عرفت انخفاضا في مؤشراتها مما خلق حالة قلق خلال عمليات تداول الأسهم بها· وعرفت البورصة السعودية - بوصفها أحد أكبر الأسواق المالية العربية - تراجعا ب 8 في المائة، وذلك بعد تراجع مؤشرها الى ما دون 10.000 نقطة· كما شهدت بورصات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى تراجعا كبيرا حيث فقدت كل الأرباح التي سجلتها في يوم واحد· وتبعت بورصتي القاهرة والاسكندرية المصريتان التوجه العالمي نحو الانخفاض بسقوطها بنحو ال 4 في المائة قبل أن تستدرك بعض النقاط· وخسر المستثمرون مئات الملايير أثناء تعاملات يوم الإثنين بالبورصات العالمية خاصة الأوروبية منها التي تشهد بذلك أكبر انخفاض لها منذ أحداث 11 سبتمبر 2001· وكانت جميع البورصات الآسيوية قد أغلقت على إنخفاض حاد إثر تزايد المخاوف من حدوث إنكماش في الاقتصاد الأمريكي - المستورد الأكبر للصادرات الآسيوية، الذي يغوص في مشاكل القروض العقارية وهى المخاوف التي لم تزل بالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش عن مخطط لإنعاش الاقتصاد الأمريكي بقيمة 140 مليار دولار يتضمن إجراءات وإعفاءات ضريبية، إضافة إلى تخفيضات جديدة متوقعة في نسب الفائدة من قبل بنك الاحتياطي المركزي· من جانب آخر ذكرت مصادر إعلامية روسية أن البورصة الروسية تأثرت بانهيار أسعار الأسهم في اليابان والمنطقة الآسيوية رغم شيوع آمال بعودتها إلى الاستقرار· وعلى الرغم من انعكاساتها السلبية إلاّ أن المحللين استبعدوا أن تكون لأزمة الأسواق المالية العالمية الحالية وقع كبير على الاقتصاد الروسي وذلك بفضل حركية النمو التي تميزه والاستثمارات الأجنبية واحتياطاته من الذهب والعملة الصعبة وكذا استقرار أسعار المحروقات في مستويات عالية· وألقت هذه الأزمة المالية التي شبهها البعض إلى ما حدث يوم "الثلاثاء الأسود" أي في 11 سبتمبر 2001 بظلالها على منتدى دافوس الاقتصادي الذي افتتح أمس، بسويسرا، والذي غاب عنه وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون الذي اضطر للتخلي عن المشاركة ليكرس وقته لخطة إنعاش الاقتصاد التي تقدم بها الرئيس الأمريكي جورج بوش· ويمكن أن يسمح قرار الاحتياطي الفدرالي خفض معدل الفائدة الأساسي في الحد من تراجع البورصات في العالم في التخفيف من قلق عالم المال والأعمال· وتأتي هذه الأزمة لتعزز التحاليل التشاؤمية التي تحدث عنها الكثير من الخبراء الاقتصاديين العالميين الذي أشاروا إلى أن سنة 2008 ستكون سنة صعبة على المستوى الاقتصادي بالنظر إلى جملة من العوامل منها أزمة القروض الرهنية وارتفاع أسعار المواد الأولية لاسيما النفط إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي أدت إلى ارتفاع نسبة التضخم عالميا·