وحدات عسكرية تصادر بنادق وذخيرة وأجهزة اتصال وكميات وقود بالجنوب رفعت قوات الجيش الوطني الشعبي من درجة الاستنفار على طول الحدود المشتركة مع تونس، وصولا إلى الحدود الليبية. وذكر مصدر أمني عليم أنّ تشديد الإجراءات العسكرية على طول الولايات الحدودية رافقته "حملات" تمشيط وقصف مركّزة في ولايات خنشلة وباتنة وسكيكدة وجيجل التي جرى فيها توقيف إرهابي واسترجاع قطع من الأسلحة. وذكرت وزارة الدفاع في بيان وصلت "البلاد" نسخة منه، أنه "في إطار محاربة الإرهاب، أوقفت مفرزة تابعة للقطاع العملياتي لجيجل بإقليم الناحية العسكرية الخامسة، يوم أمس الأوّل، إرهابيا واسترجعت بندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وأربع بنادق صيد وآلة لصنع الخراطيش وكمية من الذخيرة". وعلى صعيد متصل، طلبت قيادة الجيش من ولاة الولايات الحدودية مع تونس أخذ احتياطات ميدانية بسبب الوضع الأمني المتطور في مناطق تونسية قريبة من الحدود، وعرضت قيادة الجيش على السلطات الميدانية تقديم توجيهات في كيفية التعاطي مع ما يُعتقد أنه نشاط متزايد ل"الإرهابيين" في المنطقة الفاصلة بين الدولتين، لاسيما في ولاية تبسة. وقال مصدر عسكري إن الجيش اتخذ إجراءات أمنية "استثنائية" على الحدود مع تونس، وتابع أن الوحدات الأمنية المشتركة قامت بتعزيزات أمنية على الحدود الشرقية مع تشديد المراقبة على كل التحركات المشبوهة بالمنطقة. وذكر في السياق ذاته، "إن مهمتنا تتمثل في تأمين حدودنا". وأبلغت مصادر مطلعة "البلاد" أن لقاء رفيعاً سيجمع في الساعات المقبلة قيادات عسكرية بمسؤولين مدنيين في الولايات الشرقية، يُخصص لدرس ترتيبات أمنية "عاجلة" في الشريط الحدودي. ويعطي هذا التحرك العسكري الجزائري انطباعاً أن الحكومة تعتقد بوجود خطر كبير. وتقضي خطة الجيش بتعريف الجهات المدنية بطبيعة المسالك التي يعبرها عادة إرهابيون مسلحون مرتبطون ب«تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" في تنقلهم من الجزائر إلى تونس، أو العكس، وأيضاً المسالك الشهيرة في تنقل الإرهابيين من شمال مالي إلى شمال إفريقيا. وميدانيا لاحظ سكان المناطق الحدودية في ولايات الطارف وتبسة وسوق اهراس ووادي سوف، بالشرق والجنوب الشرقي، حركة غير عادية لأفراد الجيش الجزائري في ال24 ساعة الماضية. وقالت مصادر أمنية محلية إن القيادة المركزية للجيش أعطت أوامر لكل نقاط حرس الحدود، بمضاعفة اليقظة والتصدي لأية محاولة لتسلل إرهابيين من جهة تونس. وتتوقع قوات الجيش، حسب نفس المصادر، اضطرار عناصر إرهابية إلى الهرب باتجاه الحدود تحت ضغط محتمل من جانب قوات الأمن التونسية، على خلفية تواصل عمليات الملاحقة العسكرية لعناصر كتيبة "عقبة بن نافع" الإرهابية. وأضافت المصادر أن قيادة الجيش أعطت أوامر لفرق الجيش القريبة من الحدود، بتكثيف الدوريات العسكرية والقيام بطلعات جوية ليلا لرصد أية حركة بالمناطق القريبة من الحدود، التي تشهد حركة نشطة لمهربين جزائريين وتونسيين. وتخشى السلطات الأمنية الجزائرية أن يتسلل إرهابيون وسط هؤلاء التجار غير الشرعيين. وضاعف الجيش الجزائري من درجة التأهب على الحدود منذ قرابة عام ونصف على خلفية اكتشاف معقل لإرهابيين تونسيين وجزائريين، بجبل الشعانبي قرب الحدود من جهة تونس. ورفعت سلطات البلدين من مستوى التعاون الأمني، وتشرف قوات الأمن الجزائرية، المتمرسة على محاربة الإرهاب، على دورات تدريبية لفائدة قوات الأمن التونسية بناء على اتفاق بين حكومتي البلدين. من جهة أخرى، ضبطت مفرزة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لورڤلة بإقليم الناحية العسكرية الرابعة، إثر عملية تفتيش ببلدية الرويسات، كمية من الذخيرة ومجسما لبندقية صيد وعربتين رباعيتي الدفع ومنظار ميدان وهواتف نقالة وكمية من الوقود. فيما أوقفت مفرزة أخرى مهاجرا غير شرعي من جنسية نيجرية خلال عملية تفتيش بالقرب من حاسي مسعود. وبإقليم الناحية العسكرية الثانية، أحبط عناصر حرس الحدود لباب العسة بالقطاع العملياتي لتلمسان محاولة تهريب 9750 لترا من الوقود.