تشهد الأسواق والمحلات الخاصة ببيع اللحوم البيضاء والأسماك والسميد والخضر بولاية سطيف خلال في الآونة الأخيرة ارتفاعا جنونيا في أسعار هذه المواد الأساسية التي لم تعرفها حتى في شهر رمضان لكونها من أهم المواد استهلاكا من طرف المواطن، فبعد أن حافظت على استقرارها لفترة وجيزة عاودت الارتفاع مقارنة بالأسابيع الماضية بينما لا تزال أسعار السردين بعيدة عن متناول الطبقة المتوسطة التي وصل سعرها الى 400 دج للكيلوغرام الواحد أي بزيادة تقدر 100 بالمائة لما كانت عليه في الأسابيع القليلة الماضية. والسيناريو نفسه يتكرر كلما اقتربت المناسبات الدينية أو غيرها والغريب في الأمر كله الارتفاع الجنوني وغير قانوني المسجل في سعر السميد حيث وصل سعر القنطار الواحد من من السميد الممتاز الى قيمة 5500 دج، بدلا من 4000 دج اي بزيادة 1500 دج، كما وصل سعر السميد العادي الى 4000 دج بدلا من 3600 دج هذه الزيادات في أسعار مادة من المفروض والمتعارف عليه أنها مدعمة من طرف الدولة، لكن التجار فرضوا منطقهم بهذه الزيادات دون حسيب ولا رقيب مما يستدعي تدخل مصالح التجارة من خلال مراقبة الأسعار. كما وقفنا على مجموعة من الأسواق بالولاية من خلال خرجتنا الميدانية التي قادتنا إليه، حيث تبين لنا نوعية الممارسات التي يتبعها التجار، الأمر الذي استنكره جل المواطنين الذين تحدث اليهم جريدتنا حيث أبدوا أسفهم للارتفاع المحسوس في الأسعار خلال هذه السنة الذي لم يعرف أي انخفاض بينما أكد آخرون أن ارتفاع الأسعار لا يعتبر حديث الساعة حيث أصبح ملازما لهم طوال السنة خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود وقد ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء في سوق الجملة في المذابح من 240 دج للكيلوغرام إلى 340 دينارا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعره في سوق التجزئة من 280 دج إلى 380 دج للكيلوغرام أي بزيادة قدرها 100 دينارا، ما يعادل 40 بالمائة من سعره السابق. ويرجع المربون وبائعو اللحوم هذا الارتفاع المتواصل في أسعار اللحوم بأنواعها إلى التهاب أسعار أغذية الدواجن التي ارتفعت. هلاك الدواجن بسبب الفيضانات نتيجة الامطار الطوفانية التي سجلتها الولاية خاصة بالمناطق الجنوبية المعروفة بنشاط تربية الدواجن. أمام هذه الزيادات يبقى المستهلك البسيط المتضرر الوحيد من هذه الوضعية.