دخلت رواية "2084، نهاية العالم" للكاتب الجزائري الفرنكوفوني المُثير للجدل بوعلام صنصال، قائمة الترشيح لجائزة "الغونكور" الفرنسية المتخصصة في الأعمال الأدبية. وحسب ما تداوله الإعلام الفرنسي؛ فإن تواجد اسم صنصال ضمن قائمة المرشحين لدورة هذا العام؛ لم يشكل أية مفاجأة بالمشهد الأدبي الفرنسي على اعتبار أن هذا الأخير معروف عنه مُمارسة التحريض علنا ضد الإسلام والتعاطف مع "الصهيونية"، والتعبير عن ذلك من خلال مواقف وتصريحات في أكثر من مناسبة، ما جعلت منه شخصية "عامة" تحظى بدعم كبير في الأوساط الأدبية والإعلامية اليمينية المتطرفة، خصوصا مع زياراته العديدة لإسرائيل والتقاطه لعدة صور "أخوية" مع المستوطنين هناك بالقُدس المُحتلة، استفز من خلالها الجزائريين الذين اعتبروها منه "تصرفا أهوجا وأرعنا"، خصوصا أنه ينحدر من عائلة لا تمت أصولها لليهودية، وتساءلوا عن سبب هذا الاهتمام الزائد بدعم الاحتلال الإسرائيلي. وعن روايته المُرشحة، فقد بدا جليّا أن الكاتب غريب الأطوار والذي يوصف ب"عرّاب الإسلاموفوبيا" في الأدب الفرنسي؛ يُقلدُ بعمله الروائي هذا الكاتب ميشيل ويلبيك بشكل مُلفت للانتباه، ففي أحد رواياته "استسلام" تخيّل بلاده محكومةً من طرف رئيس "إسلامي" اسمه محمّد بن عباس سنة 2022 ، فإن تلميذهُ الجزائري قد ذهب بخياله بعيداً، وتخيّلها محكومة من طرف ما يُسمّى "تنظيم الدول الإسلامية". وكانت الرواية مؤخرا محل نزاع بين صنصال وواسيني الأعرج بسبب ما قيل إنه "سرقة العنوان من رواية لواسيني". وخرج واسيني الأعرج بتصريح ناري وقال إن صنصال سطا على عنوان تحمله روايته الأخيرة، لدرجة أنها تتشابه حتى من حيث المضمُون، فقط أن كل واحد منهما أبطن فكرة مُعينة يخرج بها مع القاريء بنهاية الرواية والتي استوحى كلٌ منهما مضمون فكرتها عن رواية "1984" للكاتب البريطاني جورج أورويل. وتتواجدُ بالقائمة أيضا رواية " المهيمنون" للشاعر والروائي الفرنسي من أصُول تونسية هادي قدور، والتي يتناول فيها الأوضاع في تونس سنوات العشرينيات، خلال فترة الاستعمار الفرنسي. أيضا تعدُ رواية "حب مستحيل" ل "كريستين أنجو" من أبرز الروايات المرشحة لنيل الجائزة، والتي تستعيد فيها، بأسلوبها الاستفزازي المعهود قصّة لقاء أبيها وأمها على خلفية قصة عاطفية بين الأب وابنته، والتي سبق وأن تحدثت عنها في روايتها السابقة. رواية " البوصلة" للكاتب الفرنسي والمُستعرب ماتياس إينار، والتي تدور أحداثها في المشرق العربي؛ هي الأخرى محل رهان عدد كبير من المتخصّصين في الشأن الأدبي الفرنسي لفوز بجائزة هذا العام. وبهذه الدورة ضمّت القائمة التي أعلنت عنها لجنة مُحكّمي الجائزة 15 رواية ، مع الإشارة إلى أنها مُعرضة للتصفية نهاية الشهر القادم من طرف لجنة تحكيم مُتخصصة متكونة من تسعة كُتّاب من بينهم الكاتب المغربي طاهر بن جلون، بحيث سيتم الإعلان عن لائحة قصيرة من أربع أو خمس روايات، على أن يُعلن اسم الفائز مع بداية نوفمبر المقبل. وسيكون على رأس هذه اللجنة لهذه السنة، الكاتب والإعلامي "برنار بيفو".