كشف مسؤولون عسكريون بالولاياتالمتحدة أن القوات المسلحة الأمريكية تقوم لأول مرة بتزويد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأسماء المعتقلين لديها في سجنين سريين أحدهما بالعراق والآخر بأفغانستان تحت إشراف قوات العمليات الخاصة الأمريكية· واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز -التي أوردت النبأ في عددها أول أمس نقلا عن ثلاثة مسؤولين عسكريين- هذه الخطوة تحولا في سياسة وزارة الدفاع (البنتاغون) يميط اللثام عن أكثر السجون الأمريكية المتبقية سرية في الخارج· كما أن هذا الكشف يتيح للصليب الأحمر اقتفاء أثر عشرات المعتقلين ممن تصفهم الصحيفة بأنهم من أخطر ''الإرهابيين والمقاتلين الأجانب المشتبه فيهم'' الذين اعتقلوا في ميادين القتال في العراق وأفغانستان· ووصفت الصحيفة قيام الولاياتالمتحدة بإبلاغ الصليب الأحمر بتلك الأسماء بأنه ''تقدم كبير'' في صراع اللجنة الدولية الطويل للحصول على معلومات عن أولئك المعتقلين· وأحجم الناطق الرسمي للصليب الأحمر في واشنطن برنارد باريت، عن الإدلاء بأي تعليق عن الموضوع، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية ترفض الحديث عن المفاوضات التي ظلت تجريها مع البنتاغون بشأن الأمور المتعلقة بالمعتقلات· وكانت القوات المسلحة الأمريكية تصر في السابق على أن الكشف عن أي تفاصيل متعلقة بالمعتقلين في معسكرات سرية قد يثير متطرفين آخرين ويقوض جهود محاربة الإرهاب· ويكشف التقرير عن حالات سوء المعاملة التي مورست داخل سجون الوكالة السرية''· وفي سياق متصل، نقلت إثنتان من كبريات الصحف الأمريكية عن تقرير داخلي أن محققين تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية (سي أي أي) تظاهروا بتنفيذ إعدامات صورية وهددوا أحد قادة تنظيم القاعدة المعتقلين ببندقية ومثقاب كهربائي· ومن المنتظر أن ينشر تقرير المفتش العام للوكالة لعام 2004 اليوم، حسب ما ذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست· ويكشف التقرير -الذي طال انتظاره- تفاصيل جديدة عن حالات سوء المعاملة التي مورست داخل سجون الوكالة السرية· ونسبت واشنطن بوست إلى إثنين من مسؤولي الاستخبارات السابقين القول إن المحقق الذي استخدم البندقية لترويع المعتقل عوقب رسميا ''لانتهاكه القواعد المرعية عند إجراء التحقيقات''· غير أن المسؤولين بوزارة العدل خلال عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش رفضوا في نهاية الأمر -كما تقول الصحيفة- توجيه أي تهم ضد ضابط المخابرات· وأضافت الصحيفة أن الضابط انتهى به المطاف إلى أن يستقيل من عمله· وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقل الذي استخدم المحققون المثقاب الكهربائي لترويعه هو عبد الرحيم النشيري الذي وصفته بأنه زعيم القاعدة في الخليج والعقل المدبر المزعوم لحادثة تفجير المدمرة الأمريكية كول عام .2000 ورفض متحدث رسمي باسم ''سي آي أي'' التعليق على تلك المعلومات، لكن مسؤولين حكوميين حاليين وسابقين قالوا إن حادثة إشهار البندقية واردة في تقرير المفتش العام للوكالة·