يبدو أن النظام المخزني في المغرب لم يبقى أمامه من خيارات للتغطية سوءته التي انكشفت أمام الرأي العام العالمي بعد اانتهاكات الفظيعة التي تمارسها أجهزته القمعية في الأراضي الصحراوية المحتلة، غير تصعيد اللهجة تجاه الجزائر في كل مرة يجد فيها نفسه محصورا في الزاوية، وهو ما أكده خطاب العاهل المغربي محمد السادس الذي شدد لهجته ليتهم الجزائر بما قال إنه خرق للمواثيق الدولية بمخيمات اللاجئين بتندوف، بل وراح يتهمها بعرقلة المفاوضات مع البوليساريو ودعا المجتمع الدولي إلى وضع حد لما وصفه بتمادي خروقات الجزائر لحقوق الإنسان بمخيمات اللاجئين بتندوف. في الوقت الذي تناسى فيه الجرائم التي ترتكبها أجهزته في المناطق المحتلة وكان آخرها اغتيال طفل صحراوي لم تتجاوز سنه 14 عاما وهو ما أصار الرأي العام الدولي وكشفته وسائل الإعلام بصورة واضحة. واغتنم العاهل المغربي الفرصة لإطلاق مشروع إقامة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية وطلب من المجموعة الدولية التدخل ضد ما وصفهم بخصوم الرباط في إشارة ضمنية إلى الجزائر بعرقلة المسار التفاوضي ووصف هؤلاء الخصوم ''بالتعنت والانقسام معتبرا أن قضية الصحراء الغربية هي نزاع إقليمي مفتعل. من جهته، قال السفير الصحراوي إبراهيم غالي، في تصريح ل''البلاد'' أمس ردا على تهجم محمد السادس على الجزائر، إن هذا الخطاب هو دليل على فشل المغرب في تحقيق سياسيته بالمنطقة، وأشار السفير إلى أن المغرب يحاول في كل مرة إقحام الجزائر في النزاع الدائر بينه وبين جبهة البوليساريو كلما تعرضت سياسته الاستعمارية لنكسة، معتبرا أن الأجواء التي تسبق المفاوضات المرتقبة اليوم بنيويورك ''غير مبشرة''، استنادا إلى النبرة التصعيدية التي تحدث بها العاهل المغربي معلنا بذلك دق ''طبول الحرب''، وحمّل غالي محمد السادس مسؤولية تصريحاته النارية تلك. وعن اتهام العاهل المغربي الجزائر بانتهاك حقوق الإنسان بمخيم اللاجئين بتندوف قال السفير إن العالم ومختلف المنظمات الحقوقية الدولية وقفت على حقيقة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحراويون في الصحراء الغربية والدليل مقتل الطفل القاصر على يد رصاص البوليس المغربي بمدينة العيون خلال مظاهرات سليمة جرت مؤخرا بالمنطقة تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشها الصحراويين في الأراضي المحتلة.وبخصوص مدى إمكانية تسوية القضية خلال هذه المفاوضات ربط السفير المسألة مع مدى حنكة المبعوث الأممي كريستوفر روس وجدية مجلس الأمن من أجل دفع المغرب إلى الالتزام بالمشروعية الدولية في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتحملها المسؤولية. وقال السفير الصحراوي إبراهيم غالي إن ذلك سيجعل حتما الجولة التمهيدية مثمرة.