تدافع شديد والصرخات تتعالى والضحايا تسقط تحت الأقدام، إنها لحظات رعب عاشها الحجاج ولا يزالوا يحصون نتائجها، يروون وقائعها وتفاصيلها، تلك التي أسفرت حتى اللحظة عن 717 حالة وفاة و805 إصابات على الأقل، مع احتمالية تزايد العدد خلال الساعات المقبلة."أثناء السير في اتجاه الجمرات، فوجئتُ بتوقف سير الحجاج بشكل غريب وغير معلوم، وما هي إلا دقائق حتى قدِمت دفعات من الحجيج من الخلف وحصل التدافع الشديد"، يروي الحاج محمد، أحد المصابين ، نقل اللحظات الأولى للحادثة.ويتابع الحاج محمد روايته موضحًا ما حدث بعد ذلك قائلًا: "أخذت النساء تصرخ بصوت عالٍ، وكبار السن سقطوا على الأرض، وظلت الحادثة قائمة حتى تدخلت الجهات المختصة من فِرَق طيبة وأمنية لإنقاذنا"نفس الرواية شاهدتها حاجة مصرية، لم يذكر اسمها، تابعت الموقف من موقع جلوسها بجانب شارع العرب، "أثناء جلوسي بجانب شارع العرب لأخذ قسط من الراحة بسبب تعبي الشديد من طول المشي، شاهدت أعداداً كبيرة قادمة من الحجاج بمختلف جنسياتهم يتجهون نحو الجمرات، وحين وصولهم بالقرمني توقفوا عن المشي؛ بسبب أعدادهم الكبيرة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى قدمت دفعات أخرى وهي مَن سَبّب التدافع وسقوط الحجاج بعضهم على بعض؛ مبينة أنها تَعَرّضت إلى كدمات بالظهر والجوانب"شاهد عيان آخر كشف، أن رجال الأمن السعوديين تواجدوا في الشارع الذي وقعت فيه الحادثة في السابعة صباحًا وكانوا يسارعون في تنبيه الحجاج بعدم الدخول في الشارع الضيق. فيما تناقلت وسائل الإتصال الإجتماعي لمشاهد وصفتها تقارير دولية ب«الهمجية" من قبل بعض الحجاج الذين أدى تصرفهم "الجاهل" إلى الكارثة. وعلى صعيد آخر، قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس إنه يتعين على الحكومة السعودية تحمل مسؤولية كارثة حادث التدافع الذي حدث في مشعر منى خارج مدينة مكةالمكرمة وأسفر عن مقتل أكثر من 700 حاج. وقال خامنئي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني "يتعين على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤولية هذا الحادث المحزن... سوء الإدارة والأفعال غير الملائمة تسببت في هذه الكارثة."وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) أن 47 إيرانيا على الأقل كانوا بين القتلى ونقلت عن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن السعودية مسؤولة عما حدث.وأفادت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية أن طهران استدعت القائم بالاعمال السعودي وتقدمت بشكوى رسمية بشان الكارثة.