شهدت اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس ، فشلاً في التغلب على الخلافات بين قادة دول العالم حول الأزمة السورية، ففي الوقت الذي يتفق فيه هؤلاء القادة على ضرورة التوصل لحل سلمي للأزمة، فإن وجهات نظرهم تختلف حول مصير رئيس النظام بشار الأسد. وفشلت الجمعية العامة في تحقيق آمال التوصل لحل دبلوماسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، والتي خلفت حتى الآن سقوط نحو 250 ألف قتيل، بحسب إحصاءات حقوقية، ولم تحقق توقعات توصل قادة العالم المجتمعين في الأممالمتحدة، لاتفاق حول طريق وسط لحل الأزمة. وفي كلمته أمام الجمعية العامة ، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "إننا مستعدون للعمل مع إيرانوروسيا لتسوية النزاع في سوريا، ولكن لا يمكن بعد سفك كل هذه الدماء، أن نعود إلى الوضع السابق لاندلاع الحرب، وعندما يقتل الأسد عشرات الآلاف من أبناء شعبه، لا يمكن لنا أن نعتبر ذلك شأنا داخليا". اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أن "حل الأزمة السورية يكمن في إبعاد الأسد عن السلطة"، مضيفا أنه "من الخطأ تجريم تنظيم داعش فقط، في حين أن النظام هو الذي هيأ الأرضية لذلك". ووجه الرئيس الفرنسي انتقاداته للدول الغربية لطريقة تعاملها مع أزمة اللاجئين، كما انتقد هولاند من يدافع عن النظام السوري في مجلس الأمن الدولي، ويستخدم الفيتو حيال المجازر التي يرتكبها. بدوره قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، "نحن مستعدون للمساعدة في القضاء على الإرهاب، وتمهيد السبيل أمام الديمقراطية، وقد ساعدنا في إيجاد ديمقراطية في العراق وأفغانستان، ومستعدون لجلب الديمقراطية في اليمن"، حسب قوله. أما الموقف التركي فجاء عبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأممالمتحدة ، إذ أفاد بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد، ليس له أي دور في مستقبل سوريا، وإن موقف تركيا واضح للغاية بهذا الخصوص وهو "لا للأسد، ولا لتنظيم داعش". وفي كلمته خلال افتتاح مناقشات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس أيضا، إن "الشلل الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي على مدار السنوات الأربعة الماضية إضافة إلى آخرين سمحوا للأزمة السورية بأن تخرج عن نطاق السيطرة". وأضاف كي مون أن "هناك خمس دول، على وجه الخصوص، تملك الحل هي روسيا، والولايات المتحدة، والسعودية، وإيران، وتركيا"، مستدركا أنه "طالما لا يوجد جانب يريد أن يصل إلى حل وسط مع الجانب الآخر، فإنه سيكون من غير المجدي أن نتوقع تغييرا على الأرض". وعقد الرئيسان الأمريكي والروسي، لقاء ثنائيا في الأممالمتحدة، وعقب اللقاء قال مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية، إن أوباما وبوتين اختلفا حول دور بشار الأسد في إيجاد حل للحرب الأهلية في سوريا. وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن "الروس يرون الرئيس الأسد حصنًا ضد المتطرفين، فيما يراه الأمريكيون استمرارًا لتأجيج نيران الصراع الطائفي".