وصف الرئيس الروسي بوتين لقاءه مع أوباما منذ عامين للجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه حمل عكس التوقعات توافقا في كثير من وجهات النظر واتسم أيضا بوجود نقاط خلاف، ومن إيجابيات اللقاء الذي تم بينهما على هامش الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه أظهر قدرة الطرفين على العمل معا في البحث عن حلول للقضايا ذات الاهتمام المشترك. فقد أكد الطرفان على رفض العودة للحرب الباردة بين بلديهما، كما اتفقا على السعي لإيجاد حلول سلمية للأزمة السورية وإشكالاتها المطروحة واتفق الرئيسان أيضا على ضرورة تطبيق اتفاق “مينسك” لتسوية النزاع في أوكرانيا، إلا أن مواقفهما السابقة ظلت على حالها متناقضة بشأن مسؤولية الأزمة والموقف من مستجداتها واتفقا كذلك على ضرورة تطوير عمل منظمة الأممالمتحدة والتشديد على ضرورة احترام القوانين والمبادئ الدولية وتناقض الموقف الروسي مع الموقف الأمريكي بشأن الرئيس السوري بشار الأسد حيث يرى بوتين أن الأسد يعد حصنا منيعا ضد الإرهابيين بينما يرى فيه أوباما بأنه مشعل لنار الطائفية في سوريا، ولذلك لم ينسق معه التحالف في محاربته لداعش الإرهابي. وبخصوص الأزمة الأوكرانية فقد حمل أوباما المسؤولية لروسيا حيث زادت اشتعالا بعد الإطاحة بالرئيس مباشرة، وبخصوص المنظمة الدولية يرى أوباما أن عملها ليس في مستوى التطلعات ويوافقه في ذلك بوتين ولكن ذلك لا يعني العمل خارج الشرعية الدولية كما جرى الأمر مع العراق وليبيا المدمرتين حاليا وهو ما يجري حاليا في سوريا من قبل التحالف أيضا والذي لم ينسق مع الحكومة الشرعية في سوريا على الأرض بحجة أن الأسد جزء من الأزمة مطالبين برحيله ومنهم هولاند وأوباما غير أن الرئيس بوتين قال أن الرئيس الأمريكي والفرنسي ليسا مواطنين سوريين ولا يتوجب عليهما إذن الضلوع في اختيار قادة بلد آخر.وأضاف بوتين أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد، مشددا على أن موسكو ستعزز دعمها للجيش السوري من دون المشاركة في عملية برية وأنها تدرس إمكانية القيام بضربات جوية ضد معاقل داعش ولكن في إطار القانون الدولي ودعا إلى تحالف واسع لمكافحة الإرهاب كالذي شكل ضد هتلر النازي أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي الأخير أكد أوباما استعداد بلاده للعمل مع روسيا وإيران لحل الأزمة السورية.