شهدت اجتماعات الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فشلا لقادة العالم في حل الأزمة السورية، ففي الوقت الذي يتفق فيه هؤلاء القادة على ضرورة الحل السلمي، فإنهم يختلفون حول مصير بشار الأسد، وفشلت الجمعية العامة، أول أمس، في تحقيق آمال التوصل لحل دبلوماسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، والتي يدفع ثمنها السوريون وخلفت حتى الآن نحو 250 ألف قتيل، بحسب إحصاءات حقوقية، ولم تحقق توقعات توصل قادة العالم المجتمعين في الأممالمتحدة، لاتفاق حول طريق وسط لحل الأزمة. وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في كلمته أمام الجمعية العامة “إننا مستعدون للعمل مع إيرانوروسيا لتسوية النزاع في سوريا، ولكن لا يمكن بعد سفك كل هذه الدماء، أن نعود إلى الوضع السابق لاندلاع الحرب، وعندما يقتل الأسد عشرات الآلاف من أبناء شعبه، لا يمكن لنا أن نعتبر ذلك شأنا داخليا”. في حين تحدث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن موقف بلاده قائلا “إننا نقدم الدعم العسكري والفني لكل من العراقوسوريا، اللتين تخوضان الحرب ضد الجماعات الإرهابية”، ووصف بوتين في كلمته “عدم التعاون مع الحكومة السورية وجيشها الذي يقاتل الإرهاب وجهاً لوجه”، ب”الخطأ الكبير”. وعقد الرئيسان الأمريكي والروسي، لقاء ثنائيا في الأممالمتحدة، وعقبه قال مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية، إن أوباما وبوتين اختلفا حول دور بشار الأسد في إيجاد حل للحرب الأهلية في سوريا، مضيفا إن “الروس يرون الرئيس الأسد حصنًا ضد المتطرفين، فيما يراه الأمريكيون استمرارًا لتأجيج نيران الصراع الطائفي”. وفي كلمته خلال افتتاح مناقشات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن “الشلل الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي على مدار السنوات ال4 الماضية - إضافة إلى آخرين - سمحوا للأزمة السورية بأن تخرج عن نطاق السيطرة، هناك 5 دول، على وجه الخصوص، تملك الحل هي روسيا، والولايات المتحدة، والسعودية، وإيران، وتركيا”، مستدركا أنه “طالما لا يوجد جانب يريد أن يصل إلى حل وسط مع الجانب الآخر، فإنه سيكون من غير المجدي أن نتوقع تغييرا على الأرض”. من ناحيته، اعتبر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “حل الأزمة السورية يكمن في إبعاد الأسد عن السلطة، ومن الخطأ تجريم تنظيم داعش فقط، في حين أن النظام هو الذي هيأ الأرضية لذلك”، موجها انتقاداته للدول الغربية لطريقة تعاملها مع أزمة اللاجئين، كما انتقد من يدافع عن النظام السوري في مجلس الأمن الدولي، ويستخدم الفيتو حيال المجازر التي يرتكبها. أما الموقف التركي فجاء عبر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأممالمتحدة، أول أمس، إذ أفاد أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، ليس له أي دور في مستقبل سوريا، وأن موقف تركيا واضح للغاية بهذا الخصوص وهو “لا للأسد، ولا لتنظيم داعش”.