يعتزم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف إطلاق حملة خاصة لاجتذاب أصوات الناخبين المسلمين في منطقة "إيل دو فرانس"، الذي يشمل العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، وذلك قبل أقل من شهرين من الانتخابات الإقليمية المزمع إجراؤها في شهر ديسمبر المقبل، في حين تمثل زعيمة الحزب مارين لوبان قريبا أمام القضاء لتشبيهها صلاة المسلمين في الشوارع بالاحتلال النازي. وتواصل الأحزاب السياسية بفرنسا بمختلف توجهاتها، حملاتها لاستقطاب أصوات الناخبين الفرنسيين مع اقتراب موعد الانتخابات الإقليمية المزمع إجراؤها في الفترة ما بين 6 و13 ديسمبر المقبل لتجديد أعضاء المجالس المحلية بفرنسا وفي أقاليم ما وراء البحار، وهي الأولى منذ التقسيم الإداري الجديد الذي أقرته الحكومة الاشتراكية برئاسة مانويل فالس في 2015. وعبر محاولته استقطاب أصوات المسلمين، خاصة في إقليم "إيل دو فرانس" الذي يشمل العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، يواصل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف استراتيجيته الجديدة لتحسين صورته التي تبناها منذ وصول مارين لوبان على رأسه في 2011. فقد صرح فاليراند دو سان جوست مرشح الحزب عن نفس الإقليم "إن الحزب سيدشن حملة لاجتذاب الناخبين المسلمين في ضواحي باريس المهمشة خلال الانتخابات الإقليمية المقبلة". ويسعى الحزب إلى استقطاب هذه الأصوات رغم برامجه وسياسته المعادية للمسلمين والأجانب، وتصريحات مسؤوليها العنصرية تجاههم، حيث ستمثل زعيمة الحزب مارين لوبان في 20 أكتوبر الجاري أمام القضاء الفرنسي بتهمة "التحريض على الحقد العرقي" إثر تشبيهها خلال تجمع انتخابي في 2010 صلاة المسلمين في الشوارع بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية. وقال المرشح فاليراند دو سان جوست إن الحزب الذي تقول استطلاعات للرأي إنه قد يفوز بنحو عشرين بالمئة من أصوات الإقليم مقارنة بتسعة بالمئة عام 2010 سيبعث بالبريد منشورات لسكان تلك الضواحي تحمل رسالة "خاصة" لاستمالة قلوب الناخبين المسلمين، مضيفا "ما هي الرسالة؟ سنبلغهم بأنهم فرنسيون مثلهم مثل غيرهم.. وأن عليهم أن يحترموا علمانية نمط العيش الفرنسي". ويذكر أن الحزب جاء في المركز الأول في انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي، واستطاع أن يصل للمدرسين والمفكرين والطلبة في مساعيه للانتشار ونشر أفكاره . ويعيش في فرنسا نحو 8 ملايين مسلم، أغلبهم متمركزون في إقليم "إيل دو فرانس" وكبرى المدن على غرار ليون ومرسيليا ومونبلييه وليل.