اتجهت الأحزاب الفرنسية نحو العزف على أوتار الأقليات من أجل حشد الدعم الذي يؤكد الخبراء أنه سيكون له دور كبير في تحديد ألوان الأوراق داخل الصناديق في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفرنسية المقبلة، التي تشير فيها تقارير استطلاعات الرأي إلى أن مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند هو الأوفر حظا حتى الآن للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية في ماي 2012 متفوقا على الرئيس نيكولا ساركوزى ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. دشن مؤخرا الحزب الاشتراكي الفرنسي، حزب المعارضة الرئيسي، حملة في الضواحي الفرنسية الفقيرة التي يتكاثر فيها العرب والأفارقة، لمطالبتهم بسرعة تسجيل أسمائهم على قوائم الانتخاب قبل نهاية ديسمبر الحالي، حتى يتسنى لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في الربيع والصيف القادمين. كما أشارت تقارير وكالات الأنباء الفرنسية إلى أن شباب الحزب الاشتراكي بدؤوا حملة توعية سكان الضواحي الفرنسية بضاحية كليشى -سو- بوا بباريس أملا في الحصول على أصوات سكانها وغالبيتهم من المهاجرين من المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء بوصفهم من المتضررين من سياسات الحزب اليميني الحاكم “الاتحاد من أجل الحركة الشعبية” المؤيد للرئيس ساركوزى. وقد فوجئ شباب الحزب الاشتراكي بأن العديد من شباب الضواحي على وجه الخصوص ليس لديه بطاقات انتخابية للإدلاء بصوته في الانتخابات، رغم أن نسبة البطالة بين الشباب في الضواحي الفرنسية تصل إلى نحو 20 في المائة أي ثلاثة أضعاف نسبتها في الأحياء التي يسكنها الفرنسيون الأصليون. يشار إلى أن المهاجرين من المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء أصبحوا يمثلون نسبة غير قليلة من الناخبين الفرنسيين بعد حصول العديد منهم على الجنسية الفرنسية. من جهته، الحزب اليمين الفرنسي المتطرف الجبهة الوطنية جذب أكبر عدد ممكن من اليهود الفرنسيين الذين يأخذون على هذا الحزب موقف مؤسسه الروحي جان ماري لوبان الذي نفى حدوث المحرقة النازية و”المؤامرة اليهودية”. وفي خطوة لتغيير هذه النظرة السلبية تجاه حزبها قامت رئيسة الحزب مارين بلقاء السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة، رون بروسور خلال زيارتها الولاياتالمتحدة.