"برلمان طبرق" يرفض المسودة المعدلة و"حكومة الوفاق" ذكرت جريدة "انترناشيونال بيزنس تايمز" أن الضربات الجوية التي تنفذها موسكو في سوريا تدفع تنظيم "داعش" للتوجه إلى ليبيا وإنشاء قاعدة جديدة، في ظل الفوضى الأمنية والفراغ السياسي الذي تعانيه البلاد. وقالت الجريدة الأميركية في تقريرها، إن مقاتلي "داعش" يواجهون تهديدًا من تزايد الوجود الروسي والإيراني داخل سورية، ومع زيادة الضربات الروسية يرسل التنظيم مقاتليه إلى ليبيا. وحذرت من أن زيادة وجود "داعش" داخل ليبيا يفتح منطقة شمال أفريقيا بأكملها أمام التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة، وتعد ليبيا من أكثر المواقع الاستراتيجية المناسبة لتحرك التنظيم في أفريقيا، وهو ما أكده القيادي أبو المغيرة القحطاني في العدد الأخير من مجلة "دابق"، إذ قال "ليبيا تحتوي على موارد كبيرة لا يمكن أن تجف، وهي بوابتنا إلى أفريقيا وأوروبا". ونقلت "انترناشيونال بيزنس تايمز" عن قيادي بارز في "حزب الله" اللبناني للجريدة، قوله "لدينا معلومات تفيد بأن مقاتلي "داعش" يغادرون سوريا ويريدون إنشاء قاعدة لهم في إفريقيا، وتتلخص مهمتنا في القضاء على التنظيم داخل سورية ودفعهم نحو حدود العراق"، ونشرت الجريدة صورًا لما قالت إنه "لحى مقاتلي داعش تخلصوا منها قبل مغادرة سوريا إلى ليبيا خوفًا من التعرف عليهم". وفي موضوع آخر، رفض مجلس النواب الليبي المحل بالإجماع تشكيلة حكومة الوفاق الوطني ومسودة الاتفاق الجديدة اللتين عرضهما المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون مؤخرا، كما يتجه المؤتمر الوطني الليبي إلى رفضهما. وقرر نواب المجلس المنعقد في طبرق شرقي ليبيا رفض تشكيلة الحكومة والمسودة الرابعة المعدلة للاتفاق السياسي اللتين عرضهما ليون في الثامن من هذا الشهر في مدينة الضخيرات جنوب العاصمة المغربية الرباط، وجاء ذلك قبل يوم من انتهاء المهلة التي حددها ليون للرد على مسودة الاتفاق الأخيرة. وقالت وكالة الأنباء الخاضعة للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المحل إن المجلس أعلن تمسكه بالمسودة الرابعة للاتفاق السياسي، ورفضه المسودة "المعدلة" التي أعلنها ليون في الصخيرات عقب جولات من الحوار بين مجلس النواب المنحل والمؤتمر الوطني العام في العاصمة الليبية طرابلس. بيد أن النواب أعلنوا في الوقت نفسه استمرار المجلس في المساعي الرامية إلى تسوية الأزمة القائمة في ليبيا بطريقة سلمية. وتضم تشكيلة حكومة الوفاق التي اقترحها رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا فايز سراج رئيسا للوزراء, وأحمد معيتيق وفتحي المجبري وموسى الكوني نوابا لرئيس الحكومة. وكان عضو المؤتمر الوطني عبد الرحمن السويحلي قد رفض اقتراحا من ليون بتوليه رئاسة مجلس الدولة. ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن عبد القادر حويلي رئيس اللجنة السياسية بالمؤتمر الوطني العام قوله إن المؤتمر يتجه نحو رفض الاتفاق السياسي المعلن بالصخيرات، وإعلان فشل البعثة الأممية في إدارة الحوار الليبي. وفي الأثناء؛ نشر وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيطاليا والجزائر وفرنسا وألمانيا والمغرب وقطر وإسبانيا وتونس والإمارات اليوم بيانما مشتركا دعت فيه طرفي الصراع في ليبيا إلى توقيع مسودة الاتفاق الحالية دون تعديل. وفي تطور آخر، دعا الاتحاد الأوروبي أمس، جميع الأطراف الليبية إلى المحافظة على "مكتسبات الحوار"، وتجنب أي مبادرة من شأنها تصعيد الموقف أو دفعه إلى مزيد من التوتر، فيما هدد بمعاقبة معرقلي العملية السياسية. وقالت الناطقة باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي مايا كوسيانيتس خلال إيجاز صحفي في بروكسل، إنه من الواضح أن "الاتحاد الأوروبي يقر بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة في ليبيا".