تلاحق مصالح الأمن عناصر شبكة دولية متخصصة في تداول تجهيزات ومعدات اتصال حساسة وملاحق رادارات وشرائح مثبتة في أجهزة راديو لسيارات سياحية لتمكين أصحابها من الإفلات من الرقابة الأمنية حيث تساهم تلك المعدات في منع التقاط لوحات ترقيم المركبات من طرف "رادارات" مصالح الدرك والشرطة. ويشتبه فريق التحقيق المكلف بمتابعة تفاصيل القضية في علاقة الشبكة "الموزعة" لتلك المعدات مع بارونات المخدرات وعصابات تهريب الأسلحة والجماعات الارهابية. وذكرت مصادر "البلاد" أن التحقيق الأولي مع الموقوفين في بلدية الكاليتوس بالجزائر العاصمة والذي سيحال قريبا على قاضي التحقيق لدى محكمة الاختصاص للفصل في ملفه، قد أسفر عن ضلوع عدّة أشخاص بينهم حاملين لجنسية جزائرية فرنسية، وأسفرت التحريات عن تحديد جزء من هوية أحد أبرز المتهمين في انتظار استكمال إجراءات الفحص الدقيق في الهوية على مستوى أجهزة السفارة الجزائرية بفرنسا. وأظهرت عملية التدقيق في اعترافات عناصر الشبكة أن معظم تلك المعدات وهي أجهزة اتصال لا سلكية وشرائح للتشويش وملاحق رادارات يتم تثبيتها في أجهزة الراديو وأخرى تمنع ظهور لوحات الترقيم على شاشات "الرادار" يتم إدخالها بطريقة غير شرعية عبر المطارات والموانئ وأخرى تأخذ طريقها إلى الجزائر عن طريق المنافذ الحدودية البرية بشرق وجنوب البلاد. ورغم أن الحكومة قررت اتخاذ إجراءات صارمة فيما يخص استيراد الأجهزة الحساسة وكل عتاد يمكن أن يمس استعماله غير المشروع بالأمن الوطني وبالنظام العام. إلا أن هذه المعدات الحساسة دخلت السوق الجزائرية ويتم المتاجرة بها بطريقة غير قانونية، وهو ما توصلت إليه تحريات مصالح الأمن التي باشرت حملة تحقيق موسعة بعد توقيف شبكة مشتبه في علاقتها مع أطراف اخرى أطيح بها في بلدية الكاليتوس، حيث تم حجز كمية من الرادارات بأحد المستودعات وذلك بعد توقيف سيارة مشبوهة من نوع 308 كانت تستعمل منبه الشرطة "جيروفار" وهذا على مستوى بلدية باش جراح، علما أن هذه الأجهزة محظورة من إلا للأشخاص المرخص لهم من قبل مديرية الأمن حيث يخضع الاتجار بهذه التجهيزات واقتنائها وحيازتها واستعمالها لشروط قانونية، منها الحصول على اعتماد مسبق تسلمه مصالح وزارة الداخلية، وذلك قبل استيراد هذه التجهيزات والاتجار بها وصنعها وكذا تركيبها، ويخضع اعتماد المتعاملين لتقدير السلطات المعنية بالمسائل المتعلقة بتأهيل المتعامل وقدراته المهنية وكذا شروط الأمن للمحلات والتجهيزات. وأفضت عملية تفتيش سيارة المشتبه فيه إلى العثور جهاز كشف الردار مثبت على مستوى مذياع السيارة وبعد التحقيق مع المعني كشف عن شركائه من أفراد الشبكة حيث كان الجاني يستعمل السيارة لتجريب مدى فاعلية كاشف الردار. وبعد تحقيقات موسعة من المشتبه فيه تمكنت المصالح المعنية من حجز كميات كبيرة من كاشفات الردار وهي عبارة عن جهاز إستقبال يثبت في جهاز الراديو حيث يتم التقاط ذبذبات الردار من على بعد 1 كلم عن الأقل وهو الأمر الذي يمكن العصابات أولا من تخطي الردار وثانيا من تحويل المسار والفرار من حواجز مصالح الأمن، كما حجز مصالح الأمن أجهزة أخرى مسطحة يتم تركيبها في لوحات ترقيم السيارات بحيث يمكن لمستعملها أن يقلب لوحة الترقيم في حالة كان محل بحث من طرف السلطات الأمنية أو حتى إخفاء الأرقام وتبيض اللوحة من الأمام والخلف. وكانت مصالح الجمارك بالمطار الدولي رابح بيطاط قد حجزت مؤخرا شرائح الكترونية حساسة وأجهزة اتصال لاسلكي بجميع ملاحقها، كانت موجهة، حسب المعلومات الأولية، إلى الاستخدام من طرف الجماعات الإرهابية الناشطة على المحور الممتد عنابة إلى سكيكدة. وكانت هذه الأجهزة مخبأة داخل حقائب سفر كانت بحوزة أحد المغتربين القادم من مطار باريس الدولي على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية.