ستعرف تكاليف أداء مناسك العمرة خلال الموسم القادم، ارتفاعا كبيرا مقارنة بالموسم الماضي، حيث يتوقع أصحاب وكالات السفر أن تبلغ تكاليف عمرة "المولد النبوي الشريف" حدود 24 ألف دينار جزائري بزيادة 30 إلى 40 بالمائة عن الموسم الماضي، فيما تتضارب أسباب هذه الزيادة بين الارتفاع الواضح في أسعار العملات الأجنبية مثل الريال السعودي أو الدولار الأمريكي بعد انخفاض قيمة الدينار الجزائري، إلى جانب الارتفاع الكبير في أسعار الخدمات المقدمة من مؤسسات العمرة السعودية وبالتبعية الفنادق ودور الإقامة بمكة. وأكد بعض أصحاب الوكالات السياحية أن الأنباء الواردة تشير إلى أن وزارة الحج السعودية سترفع سعر الضمان على كراء العمائر والفنادق إلى الضعف وهو ما سيرفع أسعار كراء العمائر بالمدينةالمنورة ومكة المكرمة وبشكل خاص خلال عمرة المولد النبوي الشريف، لاسيما على مستوى المدينةالمنورة التي عرفت استقرارا لعدة سنوات، ومعلوم أن كراء أماكن الإقامة من صلاحية الوكالات السياحية التي يلتزم أصحابها بالتنقل إلى البقاع المقدّسة للتفاوض مع أصحاب الفنادق عكس موسم الحج الذي يقع فيه عاتق كراء أماكن الإقامة على الديوان الوطني للحج والعمرة. إلى جانب انخفاض قيمة الدينار مقابل الريال السعودي وارتفاع أسعار كراء العمائر، يطرح كذلك مشكل غلاء تذكرة السفر عبر رحلات الخطوط الجوية السعودية والخطوط الجوية الجزائرية التي لا تنخفض عن 80 ألف دينار، في حين أن تذكرة السفر إلى دبي أو بكين أو مونتريال الأبعد عن السعودية قد تصل أحيانا إلى 54 ألف دينار. وعرفت قيمة كراء الغرف الفندقية خلال عمرة "المولد" السنة الماضية زيادات ب7 آلاف دينار جزائري مما رفع تكاليف العمرة إلى حدود ال20 مليون سنتيم، ويتوقع أن ترتفع إلى 24 مليون سنتيم هذا الموسم، في حين تبقى أسعار عمرتي شعبان ورمضان مرشحة للارتفاع كذلك، وجاءت الزيادة في تكاليف العمرة بعد عملية التوسعة التي طالت الحرم وأدت إلى هدم عشرات الفنادق المحيطة بالحرم إلى مسافة 600 متر على الأقل. وسينطلق موسم التسجيلات بالنسبة لوكالات السفر المعنية بتنظيم العمرة بعد 15 يوما على أكثر تقدير مطلع شهر صفر، فيما توعدت وزارة الشؤون الدينية الوكالات المقصرة خلال موسم الحج المنصرم بالإقصاء من تنظيم العمرة.