التهبت أسعار تأجير هياكل الاستقبال بمكة المكرمة، بداية العام الحالي، بعد تهديم عدة فنادق لتوسعة الساحة المحيطة بالحرم المكي. وقدر أصحاب وكالات السياحة والأسفار الزيادة في سعر العمرة الخاصة بالمولد النبوي بما يعادل 3 ملايين سنتيم، حيث لن تقل تكلفتها عن 16 مليون سنتيم. عقد إطارات الديوان الوطني للحج والعمرة، أمس، اجتماعا لاستكمال آخر مواد دفتر الشروط الجديد الخاص بموسم العمرة ل2012،لتمكين وكالات السياحة والأسفار من سحبه والحصول على الترخيص اللازم. واستعجلت الوكالات إصداره من أجل تمكينها من السفر إلى المملكة العربية السعودية وإبرام عقود تأجير الفنادق مع الوكلاء المعتمدين هناك. تفاجأ أغلب أصحاب الوكالات السياحية وكذا الديوان الوطني للسياحة والنادي السياحي الجزائري، الذين أوفدوا ممثليهم إلى السعودية تزامنا مع إصدار دفتر شروط العمرة، من ارتفاع أسعار الإيجار. وقال أحد أصحاب وكالات السياحة، في اتصال هاتفي من البقاع المقدسة ل''الخبر''، إن ''الأسعار ارتفعت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في السابق، وهو ما يطرح الكثير من مشاكل الإيواء للمعتمرين الجزائريين''. وأضاف المتحدث: ''نحن نجدد مطلبنا بعدم إلزامنا بتسديد 750 دينار عن كل معتمر لفائدة الديوان الوطني للحج والعمرة، بالنظر إلى زيادة التكاليف الخاصة بالفنادق، من أجل تقديم أسعار معقولة للعمرة''. من جهته، أوضح نائب رئيس النقابة الوطنية لوكالات السياحة والأسفار بالغرب، توفيق ميدون، بأن ''عمرة المولد النبوي الشريف، الذي يصادف 15 فيفري، لن تقل عن 16 مليون سنتيم، بعد أن كانت تقدر ب13 مليون سنتيم، أي أن الزيادة ستصل إلى حدود 30 ألف دينار''. وأضاف المتحدث: ''الوضعية الحالية الخاصة بمناسك العمرة تفيد بأن أقرب فندق في الحرم المكي سيكون على بعد 500 متر، بعد أن كانت المسافة لا تتعدى 150 متر''. واعتبر توفيق ميدون بأن ''العمرة الخاصة بأحسن خدمة وقرب المسافة ستصل إلى 25 مليون سنتيم وأكثر''. ويرى المتحدث بأن المشكل يطرح أيضا مقارنة بسعر تذكرة الطائرة، حيث أشار إلى أن ''الأسعار المطبقة من طرف شركة الخطوط الجوية السعودية والخطوط الجزائرية غير معقولة، حيث تقدر ب80 ألف دينار، في حين أن تذكرة السفر إلى دبي أو بكين أو مونتريال الأبعد عن السعودية تكون أقل وتصل أحيانا إلى 54 ألف دينار بالنسبة لدبي''. ونبه المتحدث إلى أنه ''لا يمكن في الوقت الحالي مناقشة الأسعار وتكلفة العمرة من دون صدور دفتر الشروط، ولو أن المعطيات تؤكد بأنها ستكون أغلى بكثير من الموسم الفارط، في غياب أي إرادة للديوان الوطني للحج والعمرة في تخفيف الأعباء علينا كوكالات، وعلى المواطنين الراغبين في أداء مناسك العمرة''.