أكد العديد من أصحاب الوكالات السياحية أنهم يتوقعون انخفاضا في عدد المعتمرين هذه السنة بسبب الارتفاع الملحوظ الذي شهدته تكاليف العمرة في الأشهر الأخيرة، لعدة أسباب لعل أهمها التوسعة التي يشهدها الحرم الشريف في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل الجوي. اقتربت "الأمة العربية" من عدد من وكالات السفر التي أصبحت المخول الوحيد بنقل الجزائريين إلى البلد الحرام، وأول وكالة زرناها كانت بشارع "ديدوش مراد" والتي أكد لنا مديرها أن أسعار العمرة "قد ارتفعت بشكل كبير وبالخصوص في الأيام الماضية نتيجة ما أعلمتنا به خطوط الطيران بإقدامها على رفع أسعار التذاكر بأزيد من مليون سنتيم، حيث أصبحنا نحسب سعر التذكرة الواحدة ب 13 مليون سنتيم لأداء عمرة خلال مدة 15 يوما، وهذا في فندق لا يبتعد بأزيد من 4 أمتار عن الحرم المكي، وفي إقامة ذات جناح من ثلاث غرف". كما أكد لنا أن هذا الارتفاع كان تصاعديا، إذ ارتفعت التكاليف للمرة الأولى في السنتين الأخيرتين من 9.5 مليون سنتيم إلى 11.5 مليون عند إقرار المملكة السعودية لتوسعة الحرم الشريف ثم انتقلت إلى 13 مليون سنتيم فور ما قررت الخطوط الجوية الجزائرية رفع سعر التذكرة إلى المملكة العربية السعودية. كما كشف لنا صاحب هذه الوكالة أنه في شهر رمضان والذي يعتبر الموسم الذهبي لرحلات العمرة، حيث تقوم كل وكالة بنقل أزيد من 100 معتمر، كاشفا لنا أن هذا السعر يرتفع في شهر رمضان. وعند توجهنا إلى الوكالة النهائية للخطوط الجوية الجزائرية بوسط العاصمة أكد لنا السيدان "عمار زبيدي" مدير الوكالة و"ركيوة جميل" المسؤول بالوكالة أن الخطوط الجوية الجزائرية قد رفعت حقيقة سعر التذاكر المخصصة للحج والعمرة، وهذا بسبب ما أكده المدير التجاري للوكالة بعد ارتفاع أسعار قطع الغيار بالطائرات إضافة لتكاليف السلامة والضمان، مؤكدين أن إقبال الجزائريين على العمرة ازداد سنة بعد سنة خلال الأعوام الماضية، متوقعين أن الإقبال سيستمر هذه السنة برغم الزيادة الإضافية في التذكرة، حيث بلغت سعر التذكرة في أيام العمرة العادية 8 ملايين سنتيم، أما خلال شهر رمضان فبلغت 8.5 مليون سنتيم. العمرة من 9 ملايين إلى 30 مليون! قد لا تكون هذه الأسعار الوحيدة المخصصة للعمرة، فقد بلغت أسعار بعض الوكالات من تسعة ملايين سنتيم إلى الثلاثين مليون سنتيم، حيث تتضمن تكاليف هذه العمرة فندقا من خمسة نجوم إضافة إلى القرب الشديد من الحرم المكي، ناهيك عن سيارة "الليموزين" المخصصة للتنقلات الخاصة من وإلى الحرم وفي الزيارات العديدة إلى المسجد النبوي وغار حراء بالإضافة إلى الأماكن التاريخية والمقدسة في مكةالمكرمةوالمدينة المدينة المنورة، كما أن هناك الفترة الزمنية التي تستغرقها العمرة التي تتحكم هي الأخرى في الأسعار من 10 أيام إلى شهر، بالإضافة إلى نوع الفنادق من فندق ذي نجمتين إلى خمسة نجوم. وأكدت لنا موظفة بإحدى الوكالات التي توفر هذه الخدمات أن الزبائن المعتمرين الذين يقبلون بهذه التكاليف موجودين وهم في الغالب يعتمرون في إطار ما تخصصه مؤسساتهم من منح لهم. حيرة المواطن تجبره على التراجع وفي حديثنا مع عدد من المواطنين، أكدت لنا السيدة "فاطمة" والتي كانت تنوي أداء العمرة هذه السنة أيضا بأن هذا الارتفاع المفاجئ في تكاليف العمرة قد يؤخرها عن أداء مبتغاها مجددا. أما السيد "محمد" والذي اعتمر الشهر الماضي فأكد لنا بأنه لا يتوقع تحسنا في ظروف من يقصد العمرة، حيث أنه اعتمر لما كانت تكاليف أداء العمرة أقل من 5 ملايين ولما بلغ 9.5 مليون سنتيم ولا يتوقع أن تتحسن بشكل أكبر وهي تتجاوز الثلاثة عشر مليون سنتيم. ومن جهته، قال لنا أحد أصحاب وكالات السفر المتواجدة ب "حسين داي" والتي توفر خدمات العمرة والحج، قال إن من أسباب ارتفاع هذه التكاليف هو هدم العديد من الفنادق بمكةالمكرمة ذات النجمتين والثلاثة نجوم ما تسبب مباشرة في الرفع من تكاليف الإقامة بشكل ملحوظ. وأضاف بأنه يتوقع ارتفاعه بشكل أكبر أيضا في المرات القادمة.