لقاء بين لافروف ودي ميستورا حول العملية السياسية بسوريا شكك القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد، متهماً روسيا التي وصفها بالرفيق الشمالي، بالبحث عن مصالحها في سوريا، الأمر الذي يظهر الخلاف بين أهم دولتين تحميان الحكومة السورية. وكان جعفري تحدث في أول تجمع ضد الولاياتالمتحدة بعد الاتفاق النووي، عقد تحت عنوان "لقد ولى زمن الضربات" في جامعة طهران، حسب وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني. وزعم جعفري أن أغلبية الشعب السوري موالية للأسد، مضيفا "أن الرفيق الشمالي الذي جاء مؤخرا إلى سوريا للدعم العسكري بحث عن مصالحه، وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أية حال إنه موجود الآن هناك وربما مجبر على البقاء "حرجا" أو لأسباب أخرى". وقال جعفري إن إيران لا ترى أي بديل للأسد، مؤكدا أن هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري، مضيفا :"البعض لا يفهم هذا فيتحدث عن بديل للأسد". وعرج جعفري على تكرار الحديث حول "جبهة الممانعة"، واصفا الأسد بالشخص الذي يؤمن حقا بجبهة المقاومة والتصدي للاستكبار العالمي والغرب، موضحا أن إيران لن تقبل بمن يأتي بعده بقوله "نحن لا نرى شخصا يأتي بعده". وساوى جعفري الذي كان يتحدث أمام جموع من الطلاب الموالين للنظام، بين ما اعتبرها المقاومة السورية وبشار الأسد، فأردف يقول: "لهذا السبب يطلب العدو منا أن نوافق على رحيل الأسد ليعطينا بالمقابل ما نريده وأن نقبل بشخص ما بعده". وأكد جعفري أن بلاده تدعم بشار الأسد بقوة عبر تقديم الاستشارة له، ملمحا لاتخاذ بعض الإجراءات التي لا يمكن الحديث عنها هنا. وتعتبر تصريحات جعفري الأقوى في الدفاع عن الأسد والإصرار على عدم رحيله على لسان مسؤول إيراني رفيع المستوى منذ فترة، كما أن هذه التصريحات تظهر بجلاء الخلاف بين حليفتي الأسد روسياوإيران حول مستقبله. وفي الأثناء، قالت وكالات الأنباء الروسية إن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيلتقي ممثل الأممالمتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا في الرابع من نوفمبر في موسكو. ونقلت الوكالات عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن لافروف ودي ميستورا سيبحثان العملية السياسية في سوريا، وبدء الحوار بين الحكومة والمعارضة. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن المتحدثة، ماريا زاخاروفا قولها: "الموضوع الرئيسي هو العملية السياسية في سوريا، وبدء حوار حقيقي بين دمشق والمعارضة". كما نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن متحدثة باسم وزارة الخارجية قولها، إن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ليس حتميا بالنسبة ل روسيا. وفي سياق ذي صلة، نقل عن الخارجية أن آراء روسيا وأميركا والسعودية تتفق جزئيا بشأن أطراف المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في الحوار. وردا على سؤال عما إذا كان الإبقاء على الأسد مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا، قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا "بالقطع لا. لم نقل هذا قط." وأضافت "نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى".