فنانون جزائريون غاضبون من إهمال السلطات لهم شيع ظهر اليوم جثمان الفنان حميد حناشي الشهير باسمه الفني "ديدي كريمو"، وذلك إلى مثواه الأخير بمقبرة "سيدي امحمد" في العاصمة، عن عمر ناهز ال79 سنة، بعد صراع طويل مع مرض عضال، ألزمه الفراش لسنوات. وكان الفنان الذي برز في رائعة مصطفى بديع "الحريق" رفقة الفنانة شافية بوذراع؛ قد توفي ظهر أول أمس ببيته. وقالت نجلة الفنان الراحل الوحيدة في حديث ل"البلاد"، إن والدها كان قد فقد القدرة على الحركة والحديث بسبب مرضه الخطير، وبقي يصارع المرض، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في حدود الواحدة والنصف من ظهر الأحد. وأضافت محدثتنا أن عائلته التي تضم إخوتها الثمانية ووالدتهم؛ لن يقبلوا أن ينقل جثمان الفنان الراحل إلى قصر الثقافة "مفدي زكريا" في العاصمنة، قبل أن يدفن لأن الأنسب؛ حسبها، هو أن يتم ذلك من بيته مباشرة إلى مثواه الأخير. وأرسلت وزارة الثقافة أمس ببرقية تعزية جاء فيها "اليوم تشاء الأقدار أن يرحل عن الساحة الفنية الجزائرية قامة من قامات التمثيل التلفزيوني والسينمائي الجزائري الذي كان بدأ مشواره الفني في رائعة الحريق لمصطفى بديع". وأضاف ذات المصدر "بهذه المناسبة الأليمة يتوجه السيد وزير الثقافة إلى كافة أفراد عائلة الفقيد وإلى الأسرة الفنية الكبيرة بأخلص تعازيه القلبية الصادقة". من ناحية أخرى، ظل الفنان الراحل يعاني في صمت بأحد مستشفيات العاصمة بدون أن تلتفت إليه السلطات وعلى رأسها وزارة الثقافة، وهو حال كثير من الفنانين الجزائريين الذين أفنوا حياتهم في العطاء وتشريف صورة البلد في الداخل والخارج، ليسكون مصيرهم "الرحيل بسلام" دون تقديم يد المساعدة لهم لتجاوز المحن التي يتعرضون لها. ورغم تأكيد وزارة الثقافة في مناسبات عديدة بأنها تعمل جاهدة على رد الاعتبار لكافة الفنانين دون استثناء من خلال تمكينهم من بطاقة مهنية وانخراطهم في منظومة التأمين الاجتماعي، لكن ذلك لم يشفع لها أمام الانتقادات العديدة التي تلاحقها من طرف الفنانين أنفسهم، ولعل موقف عائلة الراحل امحمد بن قطاف ورفضها "جنازة رسمية"، أكبر دليل على ذلك.