بن قطاف رجل من رجالات الجزائر الأفذاذ تلوّنت أمس الاثنين صفحات الفايسبوك بالأسود حدادا على رحيل قامة من قامات الفن الرابع، مدير المسرح الوطني الجزائري محمد بن قطاف، حيث نعاه ورثاه كل من عايش فقيد الجزائر من أصدقائه وأقربائه ومعجبيه، وفنانون منهم من وقفوا إلى جانبه على خشبة المسرح، ومنهم من كان بمثابة الأستاذ لهم، حيث نهلوا من فنه، وأخذوا عنه أبجديات الفن الرابع. وداعا بن قطاف، رحم الله فقيد الجزائر، البقاء لله في فقيد المسرح العربي..هي كلمات حملها موقع التواصل الاجتماعي، تعبيرا منهم عن الحزن الذي ألمّ بهم في فقدان أب المسرح الجزائري، حيث غيّر العديد من الفنانين والجمعيات المسرحية صورهم عبر الفايسبوك بصور بالأبيض والأسود للفنان والمخرج الراحل محمد بن قطاف. جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، التي يترأسها الإعلامي عبد العالي مزغيش، كتبت في صفحتها: تتقدم جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، إلى الأسرة الفنية والثقافية في بلادنا بالتعازي الحارة إثر فقدان الجزائر واحدا من أبرز فنانيها المسرحيين، الفنان القدير «محمد بن قطاف»، مدير المسرح الوطني، رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان.. وممّا يحمله أعضاء جمعية «الكلمة» من ذكرى جميلة، تلك اللحظات الدافئة التي جمعتهم بالفقيد مساء 15 مارس 2011 بالمسرح الوطني الجزائري، حيث تشرّفوا بتكريمه والاستماع إليه بحضور بعض الفنانين وكتاب المسرح. محمد بن قطاف الذي شرّفنا بلقائه وتكريمه، يرحل اليوم إلى دار الخلود لكن أعماله الفنية ستبقى خالدة إلى الأبد، وداعا يا فارس الركح وعاشق الخشبة. وكتب إبراهيم فتح النور مكلف بالاتصال بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي منذ ساعة رحل إلى مثواه الأخير أبونا وشيخنا الفنان القدير والإنسان الطيب محمد بن قطاف رحمة الله عليه، وألهمنا والعائلة الصبر، أيها الأب والأخ والصديق تغمدك الله برحمته الواسعة. كما نعى الشاعر القدير سليمان جوادي فقيد الجزائر قائلا «انتقل إلى رحمة بارئه المغفور له بإذن الله صديقنا الفنان المسرحي الكبير مدير المسرح الوطني محمد بن قطاف عن عمر يناهز ال 75 سنة، تغمّده الله برحمته الواسعة وألهمنا وذويه جميل الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا إليه راجعون. وبنبرة شاعرية يملؤها الأسى قالت الشاعرة ربيعة جلطي: «حزينة عليك صديقي محمد بن قطاف، أيّها الفنان الأصيل..في غمرة دموعي وحزني، يشفع لي أنني لم أتركهم يسيؤون لك ذلك الوقت الذي نسيتُه، لكنك كنتَ تُذكِّرني به بوفاء الكبار وتشكرني كلما التقينا، سنلتقي ذات وقت صديقي، وسأخبرك وأخبر محي الدين بشطارزي عن يتم الخشبة..نم قرير العين، رحمة الرحمن عليك». «ناضلْتَ لأجل أن يكون المسرح في كل أرجاء الجزائر» وحملت كلمات المخرج المسرحي عقباوي الشيخ عبر سطورها نبرات من الحزن والأسى: «إنني في غاية الكرب، لا أستطيع أن أمنع الدموع من أن تنهمر، رحمك الله أيها الرجل الطيب، لا إله إلا الله، ربي ألهمنا الصبر على فقده، اللهم اغفر له ووسع مدخله وتجاوز عنه..بن قطاف وداعا سيبقى اسمك خالدا سنتذكرك دوما قبل الدقات الثلاث وبعدها وبينها، فتحت أبواب المسرح الوطني على مصرعيه لإبداعاتنا، وجمعت شملنا، ناضلت دوما من أجل أن يكون المسرح في كل أرجاء الجزائر..آه». «رحم الله فقيد المسرح الجزائري الذي فتح الأبواب واسعة أمام الجيل الجديد من المبدعين الشباب»، هذا ما كتبه محمد شلوش مكلف بالاتصال والعلاقات العامة بالإذاعة الوطنية الجزائرية عبر صفحته الخاصة في الفايسبوك، إلى جانب الإعلامي محمد بغداد الذي رثاه بقوله كل نفس ذائقة الموت، بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تلقت حملة «اتحادنا قوي»، ببالغ الحزن وعظيم الأسى، نبأ رحيل المسرحي الكبير الأستاذ بن قطاف، إلى الدار الباقية. وتبعا لهذا المصاب الجلل، تترحّم حملة اتحادنا قوي، على الفقيد وتتضرع إلى الله تعالى، ليتغمده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم بالصبر والسلوان عائلته الكريمة، والأسرة المسرحية. واعتبر محمد داود محافظ رئيسي للتراث الثقافي بوزارة الثقافة، رحيل محمد بن قطاف خسارة للمسرح الجزائري، مشيرا إلى أنّ اسما لامعا في عالم الفن غادرنا، وأضاف أنه تلقى وفاته بمزيد من الحزن والأسى بعد مرض عضال ألمّ به، ولا يجد الكلمات التي يعبّر من خلالها على هاته الفاجعة سوى تعازيه الحارة، حيث سيبقى يحمل أهم الذكريات عنه. أمّا شاعر الحضنة أحمد صغيري، فيقول: «اليوم تنزل ورقة لها صدى كبير في أعماق وقلوب كل الفنانين برحيل عميد المسرح العالمي والعربي وشعلة دافئة من نبط المسرح الدرامي، له باع من التمثيل العالمي، اليوم يصادف 6 جانفي 2014 نودّع أعتى اسم وأنبل رجل وتحضرني مسرحية يقول فيها يا خضراء يا خضراء مع تغيّر الحذاء نودعه وداعا لا رجعة له، إنّه محمد بن قطاف الفنان بجدارة، رحمة الله عليه. فقيد الجزائر محمد بن قطاف اهتم بأبي الفنون في أقصى جنوبالجزائر، حيث امتلأت صفحات الفايسبوك بفناني الجنوب، الذين رثوه، ووقفوا وقفة احترام وتقدير له للاهتمام الذي أولاه لمسرح الجنوب دون أي تمييز، وهو ما أكدته هباتية مزيونة مصرّحة «ما عساي أقول في عمي امحمد بن قطاف، كنا أبناءك المدللين، أوصلت المسرح إلى آخر نقطة في الجنوب، وها نحن الآن نجني ما زرعت..رحمك الله عمي بن قطاف». وكتبت جمعية فرسان الركح من أدرار «وداعا بن قطاف، إنّا لله وإنّا إليه راجعون..توفي مدير المسرح الوطني الجزائري الفنان القدير امحمد بن قطاف تاركا حزنا وألما كبيرين..ادعوا له بالرحمة». «جمعتنا تحت عباءتك كأب وفنان» ولم تتوقف التعازي عند أبناء الجزائر فحسب، بل رثاه فنانون من مختلف الدول العربية، الذين أكدوا على حسن العلاقات التي ربطتهم بمدير المسرح الوطني الجزائري، حيث أثنوا على خصال فقيد أبي الفنون، حيث يقول في هذا الصدد الممثل المصري المعروف عبد الرحمن حسن «رحمك الله وأدخلك جنات النعيم يا أستاذنا ووالدنا، ولي الشرف أن تعرفت إليك في المهرجانات التي أقيمت تحت رعايتك، من الجنسيات المختلفة، جمعتنا تحت عباءتك كأب وفنان، وأقسم بالله أنني في شدة الحزن والألم لفراقك، والآن كرهت الحدود بيننا وكرهت تأشيرات السفر، لأنني أتمنى أن أحضر جنازتك وأكون ضمن مودعيك وأحبائك ولكن الأمر ليس بيدي وداعا أستاذنا». في حين كتب المخرج المسرحي المصري «إيميل شوقي» البقاء لله في فقيد المسرح العربي تعازينا لكل المسرحيين في الجزائر الشقيق»، أما روعة النعيمي من بغداد «رحمة الله عليه، كان إنسانا رائعا بكل المعاني والصفات، نسأل الله أن يتولاه برحمته الواسعة. «فلسطين لن تنساك» هو العنوان الذي نعت به حركة الإبداع الفلسطينية بن قطاف، حيث أكد الناقد تيسير نظمي أن بن قطاف رجل من رجالات الجزائر الأفذاذ، وبأنّ فلسطين لن تنساه أبدا ولن تنسى مواقفه الشجاعة شأن كل الجزائريين والجزائريات، وقال: «ذات مهرجان عندما انسحبت من حفله الختامي محتجا نيابة عن وفد فلسطين مكسور الجناح، لحقت بي أيها الرائع المقدام غاضبا وعاتبا بشدة وقلت لي: لا يجوز لك أن تنسحب لوحدك باسم فلسطين فكان يتوجب عليك أن تقول أنسحب ووفد الجزائر من حفل نهاية هذا المهرجان»، وأضاف بأن محمد بن قطاف علمه بأنّ فلسطين عندما تُذكر يجب أن تكون مقترنة بالجزائر وأن الجزائر لا تتخلى عن فلسطين. وأبى تيسير نظمي إلا أن يورد هذه الشهادة عنه لتظل محفورة في ذاكرة شعبينا الجزائريوالفلسطيني ووفاء له وللأمة العربية.