اتهم السيناتور محند إيخربان وزميله محفوظ بلعباس رئيس المجلس الولائي لولاية تيزي وزو عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، السلطة الجزائرية بممارسة ما وصفاه ''معاداة القبائل وممارسة التمييز في حق المنطقة''، وذلك في ثنايا حديثهم على قناة ''باربار تي في'' الفرنسية حول موضوع رفض السلطات الجزائرية الموافقة على المساعدة المالية التي قدمها برنامج الأممالمتحدة للتنمية لثلاث ولايات من الوطن في مجال حماية البيئة. وإن كان ممثل ''الأرسيدي'' في مجلس الأمة، لم يتحرج في وصف موقف السلطة بأنه ممارسة لما أسماه ''معاداة القبائل''، فإن المنتخب المحلي على رأس المجلس الولائي لولاية تيزي وزو راح يؤكد هو الآخر أن السلطة ''تمارس التمييز في حق منطقة القبائل''، غير أن ما لوحظ على منتخبي ''الأرسيدي'' في الحوار الذي دار على القناة أنهما لم يتمكنا من إقامة الدليل على التهمة التي وجهاها للسلطة في الجزائر بصيغة التعميم فيما اختصرا انتقاداتهما على ولاية تيزي وزو فقط دون الولايات المجاورة وكأن هذه الأخيرة ليست محسوبة على منطقة القبائل. وعلى هذا المنوال اعتبر إيخربان أن رفض السلطة الموافقة على القيمة المالية التي منحتها الأممالمتحدة يخفي وراءه خوفا من المنافسة، إشارة إلى منافسة ''الأرسيدي'' للسلطة لدى المنظمات الدولية سواء منها الحكومية أو غيرها. بينما راح محفوظ بلعباس يتساءل عن سر عدم مرور الطريق السيار شرق- غرب وسط ولاية تيزي وزو، وكأن في ذلك طعن في جدوى المشروع وفعاليته وإيهام للرأي العام الفرنسي المقصود أساسا بنحيب منتخبي ''الأرسيدي''، إضافة لسكان الولايات المعنية، بأن المشروع قد مر على جميع ولايات الوطن أو أن الاستفادة منه ستكون مقصورة على سكان الولايات التي يعب. ورغم ضحالة ما احتج به بلعباس وزميله، إلا أن حديثهما لم يكن عاريا من خلفيات تحمل في ثناياها معاني إثارة الفتنة في منطقة القبائل ومحاولة ارتهانها من خلال تنصيب ''الأرسيدي'' نفسه متحدثا دون عهدة باسم سكان الولايات المعنية وبشكل مناقض لمعاني العهدة الوطنية لدى منتخبيه، وبهذا المنظور يفسر ملاحظون مسارعة حزب الدكتور سعدي إلى الصيد في ''المياه الإقليمية'' لحركة مهني الذي ينافسه في عقر داره، الأمر الذي يفسر إلى حد بعيد التطرف الكبير الذي أضحى يميز خطاب منتخبي ''الأرسيدي'' حتى بات الكفر السياسي للأرسيدي برأي المتتبعين له بمثابة الوجه الآخر لخطاب فرحات مهني، إذ صار ملاحظا أن كل ما يرفعه مهني من جنون عاليا يردده ''الأرسيدي'' خفية وبصيغ أخرى سواء تعلق الأمر براهن منطقة القبائل أو بالجزائر كلها. وإلى جانب محاولة قطع الطريق أمام ''الماك''، فإن منتخبي''الأرسيدي'' استغلوا المناسبة لأداء دور الضحية وممارسة الصراخ والعويل السياسي لاستعطاف الرأي العام الفرنسي ومسؤوليه. وكان الوزير الأول أحمد أويحيى، قد أفحم منتخبي حزب سعدي في البرلمان عندما رد على ادعاءاتهم الكاذبة أمام الجزائريين وفضحهم بالتأكيد بأن تيزي وزو وبجاية تعدان من الولايات الأكثر استفادة من الأموال العمومية ومشاريع التنمية وهو ما يؤكده الواقع.