قاطع نواب كتلة التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية الوزير الأول أحمد أويحيى عندما كان يرد على تدخلات النواب حول بيان السياسة العامة. ولم يرد أويحيى على كلمة رئيس كتلة الأرسيدي التي توعد فيها بتقليص العمر السياسي لأويحيى. لكنه قال ''ليعرف أصحاب تدخلات التهريج والبهرجة أن زمن طغيان العنف اللفظي انتهى''. عرفت الجلسة المخصصة لرد الوزير الأول أحمد أويحيى على تدخلات النواب، حالة من التشنج والتوتر بين الوزير الأول ونواب الأرسيدي الذين رفعوا لافتة كتب عليها ''الرشوة والفساد''، وحاولوا قطع كلمة أويحيى في أكثر من مرة، لكنه تجاهلهم وقال ''ما تقدروش تزعفوني''، قبل أن يتدخل رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، ليطلب من النواب التوقف عن هذه الممارسات. وعلق أويحيى على سلوك نواب الأرسيدي أنها بعيدة عن الديمقراطية قائلا ''لقد استمعت لكم، فلماذا لا تستمعون إلي''، مضيفا ''على كل حال لا يسمعكم أحد 40 كلم خارج العاصمة والصندوق لا يعطيكم''، في إشارة منه إلى فقدان الأرسيدي لثقة سكان منطقة القبائل. ووجه أويحيى كلمة باللغة الأمازيغية إلى سكان منطقة القبائل قائلا: ''أتوجه إلى سكان تيزي وزو وبجاية، لقد كنتم لسنوات رهائن للمزايدات السياسية وكنتم ضحايا عرقلة التنمية، منذ إضراب المحفظة عام 1994 إلى غاية 2005 لكنكم نجحتم في كسر هذه المزايدات''. وأكد أويحيى أن ''السلطة لا تصفي أي حسابات مع منطقة القبائل مثلما يروج البعض''، مستطردا ''لا جزائر بدون تيزي وزو وبجاية''.. وأضاف ''أريد أن أشهدكم على من قالوا إن الحكومة والسلطة أعلنت حربا اقتصادية على سكان المنطقة، بدأنا نبني تيزي وزو وبجاية، مشاكلكم في السكن والبطالة هي مشاكل كل الولايات''.. لكن للأسف ''نوابكم لم نسمعهم قالوا كلمة واحدة عن انشغالاتكم ومشاكلكم''. وأشار إلى قضية منحة المليون دولار التي منحها برنامج التنمية الأممي إلى ولاية تيزي وزو والتي اتهم نواب الأرسيدي الحكومة بمنع وصولها ''قضية هذه المنحة التي تعادل 73 مليون دينار لا تساوي شيئا، ولاية تيزي وزو وحدها حصلت على 201 مليون دينار في برنامج التنمية المحلية''، مشيرا إلى جملة من البرامج كبناء خمس مستشفيات و41 ألف وحدة سكنية جديدة وطريق سريع و 11 ألف مقعد جامعي في بجاية، فيما استفادت تيزي وزو التي خصص لها برنامج للتنمية بقيمة 350 مليار دينار من إنجاز أربعة سدود وقطب جامعي ب17 ألف مقعد جديد وسبعة مستشفيات. من جانب آخر اتهم الوزير الأول أحمد أويحيى القيادي السابق في حركة الإصلاح الوطني والنائب عن حركة الطبيعة والنمو وصالح بوشوارب بتحريض الشباب على الانتفاضة في حي سيدي سالم بمدينة عنابة، وقال أويحيى ردا على تدخل سابق لهذا النائب ''هناك نائب جاء يبرر حرق شباب سيدي سالم، أنا أقول لك يا سيادة النائب بوشوارب أنت الذي حرّضتهم'' ، مضيفا ''هم الشباب أخذوا عقوبتهم ولكن أنت ستتحمّل ذنوبهم ومسؤوليتهم''، مشيرا إلى أنه يعرف مشاكل حي سيدي سالم، حيث تم بها توزيع 2000 مسكن اجتماعي عام 1999، وهناك 2000 سكن يجري إنجازها وأنا لا أصدق أن مشكلتهم السكن''. وأكد أويحيى رفض الحكومة لأسلوب قطع الطريق وحرق العجلات، مشيرا إلى أن ''هذا لن يحل المشاكل''.