رغم إزالة آثار الجريمة " النكراء " بالقرب من مقر التجمع الدستوري المحل بشارع محمد الخامس وسط العاصمة تونس ، وبالرغم من باقات الورود التي وضعت في مسرح الاعتداء الإرهابي ، إلا أن هول الحادثة أرعب التونسيون حيث استيقظوا اليوم الأربعاء على أخبار مقتل 13 عناصر من الأمن الرئاسي التونسي ، وعشرين جريحا ، حركة عادية بالشارع محمد الخامس ، بالقرب من الساعة التونسية الرمز " المنقالة " ، تجمع المواطنون أمام مسرح الجريمة منهم الفضوليون و منهم أفراد عائلات الضحايا ومنهم نقابيون و مناضلون في أحزاب سياسية ، فمن فرقتهم السياسة جمعتهم اليوم الجريمة ، لافتات رفعت هنا وهناك تندد بالإرهاب الهمجي ، الإرهاب لادين له الإرهاب سلاح الجبناء ". الشعارات رفعت والتونسيون يشددون على تحدي الإرهاب ، لغة واحدة رددها المجتمعون في الرصيف المقابل لمسرح الجريمة ، بينما سيجت قوات الأمن المكان مع وضع باقات من الزهور على إحدى الشاحنات الخاصة بفرق الأمن الرئاسي التونسي وباقات أخرى في مكان الاعتداء ، بينما منعت الصحافة والمواطنين على حد سواء من الاقتراب إلى مكان الحادثة . الأحزاب السياسية هي الأخرى ارتأت أن تتضامن مع عائلات الضحايا ومع السلك الأمني التونسي حيث عقدت تجمعات في مكان الاعتداء الإرهابي رافعين شعارات تندد بالإرهاب الأعمى وحاملين الراية التونسية بالأحمر و الأبيض ، واللافت للانتباه بأن العملية الإرهابية أوقفت التشنج السياسي بين الأحزاب السياسية وحتى داخل الحزب الحاكم " حزب نداء تونس " فحجم و فظاعة الجريمة أدخلت التونسيون حالة نسيان التفرقة السياسية والمفارقات الحزبية والصراعات داخل البيت الواحد ، بيت الرئيس الباجي قايد السبسي كما وضعت الأحزاب تجاذباتها بين تيار وآخر حيال الواقع المعاش في تونس على الهامش ، فخلال الساعات الأخيرة منذ وقع الجريمة ذابت تلك الخلافات وعلا صوت واحد وهو " تحيا تونس " فالخوف واحد و الرعب واحد والمستقبل مجهول. في الجهة المقابلة من مقر التجمع الدستوري المحل تجمعت العائلات وخصوصا عائلات الضحايا ، أمهات تبكي فلذة أكبادها وآباء يطالبون بالرد على العملية الهمجية وآخرين التزموا الصمت بنظرات كئيبة وعيون مصدومة . بكت عيون الأمهات وأمطرت السماء بغيث غزير ، فلم تمنع الأمطار المتساقطة التونسيون من مواصلة تجمعهم بالقرب من مكان الحادث وأصوات حناجرهم تنادي ب" تحيا تونس ، الإرهاب جبان " فيما تواصل قوات الشرطة محاصرة مكان التفجير، في مشهد يوحي بأن تونس تلقت رسائل تحذير قوية خصوصا بعد استهداف حافلة الأمن الرئاسي كضربة أخرى قوية من الجماعات الإرهابية لتواجهها وسيلة واحدة وهي التجند في صف واحد لمكافحة الإرهاب .