الخارجية الإيطالية توضح أهداف "قمة روما" حول ليبيا حذر وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان الجمعة من خطر تدفق مقاتلي تنظيم "داعش" إلى ليبيا، لكنه استبعد في الوقت نفسه التدخل عسكريًا حلاً للأزمة. وقال لودريان في مقابلة مع أسبوعية "جون افريك" تنشر اليوم الأحد "نرى مقاتلين أجانب يصلون إلى منطقة سرت شمال ليبيا، وهم إذا نجحت عملياتنا في سورية والعراق في تقليص مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش" يمكن أن يصبحوا غدًا أكثر بكثير". وأضاف "هذا خطر هائل، ولهذا السبب يجب قطعًا على الليبيين أن يتفقوا فيما بينهم لوضع حد للحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد"، ولفت الوزير الفرنسي إلى تمدد التنظيم نحو جنوب ليبيا، كما أعرب عن قلقه أيضًا من خطر اتصال هؤلاء بجماعة "بوكو حرام" النيجيرية. وأوضح أنه في سبيل منع حصول هذا الاتصال يتعين على أطراف الحوار التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة واحدة يعترف بها الجميع. وأضاف: "إذا جمعنا قوات طرابلس إلى طبرق فإن داعش لا يعود ذا وزن"، مطالبًا أيضًا الجزائر ومصر القوتين الإقليميتين الوازنتين بضرورة "التوافق" للضغط على طرفي النزاع. وبالمقابل؛ أكد لودريان أن بلاده ترفض التدخل عسكريًا ضد المسلحين في ليبيا إذا لم يحصل اتفاق بين الفرقاء، وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت الجمعة أن الجيش الفرنسي نفذ طلعات استطلاع فوق ليبيا الشهر الماضي، وخصوصًا فوق معقل تنظيم "داعش" في سرت ويعتزم تنفيذ طلعات أخرى. ويتخوف الغربيون من تصاعد نفوذ "داعش" في ليبيا، مما يهدد أوروبا وأفريقيا بشكل مباشر لكنهم يستبعدون حاليًا أي تدخل في هذا البلد. وفي الأثناء، أوضح وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، أن من بين الأهداف التي تتضمنها قمة 13 ديسمبر الجاري في روما حول ليبيا، "إعطاء دفعة، ربما حاسمة، لتشكيل حكومة وفاق وطني" بمشاركة موسعة من أطراف دولية وإقليمية. وأضاف جينتيلوني أن الاجتماع المقبل يهدف أيضا إلى "إعطاء دفعة قوية جدًا لمواجهة خطر توسع داعش في الأراضي الليبية"، مشيرًا إلى أن "اتخاذ قرار بشأن حكومة وفاق وطني يعود بالطبع إلى الأطراف الليبية". من ناحية أخرى، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر: إن "القطار يسير بسرعة نحو التوقيع" عقب اجتماعه بالأطراف الليبية مع ممثلين عن المجتمع الدولي. وغرَّد كوبلر عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" واصفًا الاجتماع بالجيد جدًا والمثمر، وحث الجميع على الانضمام. وكان المبعوث الأممي مارتن كوبلر قال الأربعاء الماضي إن الوقت حاسم من أجل التوصل إلى حل الأزمة، مضيفًا "أنه في الأيام المقبلة سيقدم خارطة طريق من أجل تسريع اختتام العملية السياسية وتوقيع الاتفاق الليبي".