تبنت جماعة "المرابطون" التي يقودها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المكنى "خالد أبوالعباس" الهجوم الذي أودى ب19 شخصا في فندق راديسون في باماكو. وأعلنت الجماعة أنها انضمت لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" وأكدت أن الهجمات في مالي باتت تتم بتنسيق وتنفيذ مشترك بين عناصر التنظيمين الإرهابيين. وعلى صعيد متصل قال عبد المالك دروكدال زعيم "القاعدة المغاربية" أن "تحالفا مع "المرابطون" يجري لرص صفوف "المجاهدين" في منطقة الساحل". وأكد دروكدال الملقب بأبي مصعب عبد الودود في تسجيل صوتي تم بثه مساء أمس الأوّل على المواقع الجهادية "نبشر أمة الإسلام بانضمام أسود الإسلام وأبطال النزال في كتيبة المرابطين إلى تنظيم قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي". وأشار إلى أن الإرهابيين "سطروا وحدتهم بمداد الدم وكتبوا حروفها الأولى بدم شهيدين في مكان غير عادي اسمه فندق راديسون بقلب عاصمة العدو باماكو"، داعيا إلى وحدة سائر "المجاهدين". وأوضح أيضاً أن التنظيمين" سيكونان سيفاً واحداً لنحر عدوّهم الأوّل، فرنسا الصليبية، وعملائها في المنطقة". وسبق لدروكدال أن وجّه رسالة تهديد إلى الشعب الفرنسي بعد هجمات باريس، وقال: "إن ما تدفعونه من ثمن في أرواحكم في فرنسا وخارجها هو ردّ على جرائم حكوماتكم وجزء يسير من القصاص العادل ضد جرائم جيوشكم". بدورها، أكدت جماعة "المرابطون" في تسجيل صوتي نشره مركز سايت الأمريكي المتخصص في رصد المواقع الإرهابية المسلحة إننا نعلن عن انضمامنا لإخواننا وأحبابنا في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للوقوف صفا واحدا ضد العدوالصليبي المحتل". وأوضحت الجماعة "كما ندعو جميع إخواننا المجاهدين في كل مكان للتوحد تحت كلمة التوحيد والوقوف صفا واحدا ضد عباد الصليب"، محذرة "من أن يكون الجهاد ضحية اختلافنا". وكانت جماعة "المرابطون" أشارت في تبنيها الأول لهجوم فندق راديسون إلى هذا العمل المشترك عندما قالت إن العملية نفذت "بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي". وينشط تنظيم "المرابطون" الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء، وينفذ في الآونة الأخيرة هجمات على مواقع الجيش المالي، كما هاجم القوات الفرنسية التي شاركت في حربها على الجماعات الإرهابية في شمال مالي. ويتزعم التنظيم بلمختار، الذي يعد مدبراً لعملية احتجاز شهيرة في موقع "تيقنتورين" في عين أميناس. وتولى بلمختار الملقب أيضا ب«بلّعور" خلال العقدين الأخيرين قيادة تنظيمات إرهابية عدة ومتناسلة، حيث كان "أميراً لمنطقة الصحراء" في "الجماعة الإسلامية المسلحة" و«الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وأميراً ل«كتيبة الملثمين" في تنظيم ما يسمى ب«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهو مؤسس "كتيبة الموقعون بالدماء" التي تحالفت مع تنظيمات إرهابية أخرى لتأسيس "المرابطون". وتعرض هذا التنظيم إلى انشقاقات داخلية بعد إعلان أميره السابق أبوالوليد الصحراوي في 13 ماي الماضي عبر تسجيل صوتي مبايتعته لتنظيم "داعش الذي يتزعمه أبوبكر البغدادي، لكن بلمختار سارع خلال أيام إلى الطعن في شرعية بيعة الصحراوي للدولة الإسلامية، وأكد أنها "لا تلزم شورى المرابطين" لكونها "مخالفة صريحة البيان التأسيسي الذي حدد منهج وسلوك التنظيم، مشددا على أن تلك الخطوة لن تؤثر سلبا في مسار الحوار بينه (هوومن يؤيده في التنظيم) وبين قيادة ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بل قد تدفع الطرفين إلى تسريع تحقيق الاندماج المنشود وهو ما سار عليه.