عاود سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة "الأورو" تسجيل أرقام "قياسية" مقابل الدينار الجزائري، حيث ناهز الأورو الواحد في تداولات يوم أمس على مستوى السوق السوداء للعملات "السكوار" ال180 دينارا، وسط توقعات من تجار العملة تؤكد اندفاع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع في الأيام التي تفصلنا عن نهاية السنة الجارية وفي جولة إستطلاعية قادت "البلاد" إلى سوق السكوار لصرف العملات الأجنبية ببور سعيد "سجلنا ارتفاعا قياسيا لسعر البيع الذي تجاوز 18 الف دينار لكل 100 اورو مدفوعا بارتفاع سعر الشراء الذي ناهز 16,8 الف دينار لكل 100 اورو وبرر تجار العملة هذا الإرتفاع بندرة محسوسة مست كتلة العملة الصعبة المتداولة في السوق السوداء ما دفعهم لاقتناء العملة الأوروبية حسب السعر الذي يقترحه الزبائن الراغبين في تحويل عملتهم الصعبة من "الأورو" إلى الدينار وهو ما ينعكس آليا على سعر البيع الذي يعوض فيه الباعة خسائرهم. ولاحظت "البلاد" تهافت الباعة على اقتناء الأورو على كل من يسال عن سعر الشراء، حيث يبادر الباعة بسؤال الزبون" كم تملك ؟ "قبل ان يعرضوا عليه الشراء بالسعر الذي يريده الزبون، بل وبلغ التنافس بين الباعة على الزبون الواحد حد المضاربة في الأسعار، حيث يتجمع الباعة في حلقة دائرية رفقة الزبون وكل يعرض السعر الذي يريده وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار. وعبر بعض الباعة عن قلقهم بعد أن لوحظ تراجع في عدد المغتربين القادمين لقضاء عطل نهاية السنة بين ذويهم في الجزائر هذه السنة ويعتبر هاؤلاء المصدر الأول للعملة الصعبة في هذا الفترة من السنة ويتزامن هذا مع ارتفاع الطلب على "الأورو" من المواطنيين الراغبين في قضاء عطل نهاية السنة خارج البلاد بعد ان خفضت البنوك قيمة المنحة السياحية التي لا تلبي الإحتياجات اصلا وكذالك موسم التخفيضات في اوروبا التي تعتبر محج التجار في هذه الفترة من السنة "خصوصا تجار الألبسة" لإقتناء العروض بأسعار تنافسية وإلى جانب كل ما ذكر يعمد بعض أصحاب "الشكارة" إلى تحويل أموالهم المكتنزة إلى الأورو بعد فقدانهم الثقة في العملة الوطنية التي تراجعت قيمتها بأزيد من 25 بالمئة، حيث يفضل هؤلاء الحفاظ على مدخراتهم المالية بعملات مستقرة وقابلة لتحويل عوض تلبية نداء الحكومة الداعي إلى تحويل الأموال خارج القنوات الرسمية إلى البنوك وكل هذه العوامل ادت إلى ارتفاع الطلب امام العرض وبالتالي ارتفاع سعر صرف العملة الأاكثر طلبا وهي "الأورو".