أطلقت تونس تحذيرا شديد اللهجة للفرقاء الليبين من تدخل عسكري وشيك على الحدود الجزائرية الليبية، وذلك خلال اجتماع الصخيرات المغربية، إذ يبدو أن تونس تملك معطيات حول التحضير لتحرك عسكري في ليبيا، وهو التدخل الذي من شأنه أن يؤثر على دول الجوار ويزيد من مخاوفها من تغلغل تنظيم داعش ونقل نشاطه إليها في حال تم تنفيذ هذا التدخل. وجاء تحذير تونس أياما فقط من تأكيد تلميح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجمعة الماضية إلى القيام بتحرك عسكري في الأراضي الليبية، حين قال إنه بات لزاما على فرنسا محاربة وسحق تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وغدا على الأرجح في ليبيا ما يعني أن هذه الحرب قد تتوسع لتشمل ضرب مواقع التنظيم في ليبيا، لاسيما أن الطيران الفرنسي قام في نوفمبر الماضي بطلعات استكشافية. وحذرت تونس على لسان رئيسها الباجي قايد السبسي الفرقاء الليبين من هكذا احتمال، حيث استبقت تونس اجتماع الصخيرات المغربية للتوقيع النهائي على اتفاقية تشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، بتحذير الفرقاء الليبيين من تدخل عسكري أجنبي وشيك في بلادهم، في سابقة هي الأولى من نوعها عززت المخاوف من أن تكون المجموعة الدولية تسعى إلى تحويل الحكومة الليبية المُرتقبة، إلى واجهة لتوفير غطاء سياسي لتحرك عسكري في ليبيا تحت عنوان التصدي لتوسع وتمدد تنظيم داعش. وكشف مصدر ليبي شارك في جلسة الحوار الليبي الليبي التي عُقدت بتونس برعاية الأممالمتحدة، وفي فعاليات مؤتمر روما أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خاطب الذين شاركوا في جلسة الحوار المذكورة قائلا "انتبهوا ثمة تدخل عسكري وشيك في بلادكم، وعليكم الاتفاق عبر التوافق لإخراج بلدكم من الأزمة". وأضاف المصدر الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أعضاء الوفود الليبية الذين استمعوا إلى كلام الرئيس التونسي "انتابهم نوع من القلق باعتبار أنها المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا التحذير عن الرئيس التونسي، وهو تحذير بدا كأنه يستند إلى معلومات مؤكدة وليس استنتاجا لمواقف وتصريحات سياسية صادرة عن مسؤولين غربيين زار عدد كبير منهم تونس خلال الأسابيع الماضية". وفي سياق آخر شرعت قوات الأمن الوطني الجزائري في تطبيق إجراءات أمنية ورقابية واسعة على السيارات الوافدة من ليبيا بهدف البحث عن الأسلحة الليبية المهربة الى الجزائر عقب تفكيك شبكات مختصة في تهريب الأسلحة. وأكدت مصادر أمنية جزائرية أن المعابر الحدودية البرية مع ليبيا قد وضعت تحت رقابة أمنية مشددة منذ العثور على أسلحة ليبية مهربة في إحدى الشقق بالعاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي، حيث يتم إخضاع السيارات التي تحمل الترقيم الليبي لعمليات تفتيش دقيقة جدا مع التدقيق في هوية الأشخاص جزائريين كانوا أو ليبيين.