أكد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، ليلة أمس الأوّل، أنّ التعاون الأمني بين الجزائروتونس لتأمين الحدود المشتركة يجري على أعلى مستوى، خصوصا مع التطورات المتعلقة بالانفلات الأمني الناتج عن الأزمة الليبية. وذكر الرئيس التونسي في مقابلة مطولة مع قناة "الحوار التونسي" أن الوضع المضطرب في ليبيا فاقم الخطر الإرهابي، خاصة على الحدود التونسيةالجزائرية بشكل يجعل من موضوع الاتفاق الأمني والعسكري الشامل "أكثر من ضروري لوضع إطار قانوني وتنظيمي للتعاون العسكري والأمني المتنامي بين البلدين. وكان موضوع الاتفاق الأمني والعسكري بين الجزائروتونس أحد أهم الموضوعات التي بحثها الرئيس التونسي والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكبار المسؤولين في الجزائر، أثناء زيارته الأخيرة. وأوضح السبسي ردا على أسئلة الفضائية التونسية بأن هذا التنسيق "مستمر"، وأن البلدين "يسعيان لتقويته وجعله واقعاً ملموساً في عدة ميادين في إطار الاتفاق الأمني والعسكري الشامل خاصة أمام الوضع الحالي ". وجدد السبسي تأكيده أن "أمن الجزائر من أمن تونس وأمن هذه الأخيرة من أمن الجزائر"، مؤكداً أنه "من الواجب في مثل هذه الظروف أن يجمع البلدين تنسيق تام لمواجهة التطورات السيئة للأزمة الليبية". ووفق مصادر أمنية مطلعة، فإن تونس تقوم بشكل دوري عن طريق وزارتي الدفاع والداخلية بتزويد الجيش الجزائري بمعلومات أمنية مهمة حول المجموعات الإرهابية وتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، والتي تهدد الأمن والاستقرار في البلدين. واستفادت تونس خلال السنوات الأربع الماضية من تجربة مكافحتها للإرهابيين المتحصنين على الحدود بين البلدين، وحصلت على معلومات مهمة استخلصتها من الإرهابيين الذين ألقت القبض عليهم على دفعات. وتؤكد وزارة الداخلية التونسية أن عددا من الإرهابيين المتحصنين في جبال الشعانبي والمناطق الغربية الحدودية مع الجزائر هم من الجزائريين. وأعلن الرئيس التونسي، في شق متصل، أن الوضع في ليبيا متشعب ومعقد وأضر كثيرا بأمن تونس وبتوازنات اقتصادها وامتد إلى الجزائر وكافة المنطقة. وشدد السبسي، على أن تونس منشغلة كثيرا بالوضع في ليبيا، وهي على علاقة بكل الأطراف في شرق ليبيا وأيضا في الغرب في إشارة لحكومة طرابلس. وأضاف أن مصلحة تونس هي التي فرضت عليه التعامل مع حكومة طرابلس غير معترف بها دوليا. كما أشار الباجي قايد السبسي، إلى أن أطراف الصراع الليبي طلبت منه التدخل لحل الأزمة الليبية، إلاّ أنه يرى ضرورة التريث حتى تتوفر الظروف الملائمة لإنجاح أيّ مباردة تونسية في هذا الشأن. في إشارة لما ستسفر عنه الوساطة الجزائرية والدولية في هذا الإطار. ورأى أن السياسة الخارجية لتونس عادت إلى ثوابتها التي عرفت بها منذ عهد الرئيس الحبيب بورقيبة. إلى ذلك، دافع السبسي عن الحكومة الحالية، مشيراً إلى أنه من التجني التسرع بالقول إن الحكومة فشلت بعد 100 يوم من تشكيلها، وذلك بالنظر الى التحديات الكبيرة التي واجهتها وتواجهها، خاصة صعوبة الأوضاع الاجتماعية.