شرعت سلطات ولاية تيزي وزو في وضع التدابير الأمنية تحسبا لتأطير جنازة الفقيد حسين آيت أحمد المرتقبة يوم الجمعة المقبل. ويؤشر تنقل الوالي شخصيا إلى قرية آيت أحمد (عين الحمام) ببلدية آيت يحيى على بعد ستين كلم جنوب- شرق تيزي وزو، حرصه على متابعة أدق تفاصيل التحضيرات، إلى احتمال حضور رسمي مكثف لشخصيات وطنية ودولية مراسيم تشييع الجنازة. وقد اعترضت عائلة "الدا حسين" في حديث مع الوالي -تضمنه مقطع فيديو صوّر زيارة المسؤول الأول عن الولاية إلى قرية عين الحمام- على وضع تدابير أمنية مشددة يوم الجنازة وطالبت بتخفيف الإجراءات التي سترافق مراسيم التشييع إلى مستوى محدود. ووجد والي تيزي وزو، إبراهيم مراد، صعوبات بالغة في إقناع أفراد من العائلة الكبيرة للمجاهد حسين آيت أحمد ولجنة قرية عين حمام بتقبل المخطط "الرسمي" للإشراف على الجنازة. ولوحظ الوالي محاطا بمجموعة من الأعيان والمشايخ الذين تعود لهم الكلمة الأخيرة للتنسيق مع أفراد العائلة وهم يخوضون في تفاصيل الترتيبات المتصلة بتشييع جثمان المرحوم الجمعة المقبل. وذكر أحد الأعيان أنه "ينبغي التمسك بإجراءات عادية لتمكين أكبر قدر ممكن من المواطنين ومحبي الفقيد والمتعاطفين معه ليس من أبناء تيزي وزو فقط وإنما من كامل ربوع الوطن لحضور مراسيم التشييع التي يجب أن تكون شعبية أكثر منها رسمية". وتابع أن "العائلة الكبيرة ورفقاء الفقيد وجيرانه بالقرية يطالبون بإحضار الجثمان يوم الخميس لكي يبيت في منزل العائلة محاطا بشيوخ القرآن عملا بعادات أهل المنطقة" . وخلص المتحدث إلى أن "العديد من المواطنين وأهل الدا حسين ناشدوا العائلة ولجنة القرية لكي يمكنوهم من إلقاء النظرة الأخيرة عليه عملا بوصيته في دفنه بمسقط رأسه. ."، وبعد أخذ ورد مع المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي المحلي بالولاية، تم الاتفاق على أن يدخل جثمان الفقيد في حدود الثانية صباحا من العاصمة إلى قرية عين حمام ومراعاة الاجراءت التي سترافق تأمين شخصيات حكومية ورسمية ووفود دولية طلبت الحضور والمشاركة في مراسيم الجنازة مع الانفتاح على الشرائح الشعبية في الوقت نفسه. ولوحظ انتشار فرق من البحث والتحري التابعة للشرطة عند مداخل القرية ومخارجها وفي محيط منزل العائلة بالتزامن مع معاينة الوالي للمكان مرفوقا بوفد من الولاية وآخر من مديرية الأمن الولائي. وكانت قيادة جبهة القوى الاشتراكية قد أكدت أن "مراسم الدفن ستكون وطنية وشعبية"، في إشارة واضحة لرفض "الأفافاس" وعائلة الفقيد أي تكفل رسمي بمراسم الجنازة، لكن طبيعة الشخصيات التي ستشارك في الجنازة جعلت العائلة تلين نوعا ما في اعتراضها على تدابير الحكومة بما يضمن إجراء المراسيم في أجواء آمنة. وسطرت السلطات الأمنية بولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع الناحية العسكرية الأولى، حسب ما علمته "البلاد"، مخططا استثنائيا لتأمين مراسيم الجنازة ابتداء من إلقاء النظرة الأخيرة بالمقر الوطني للجبهة القوى الاشتراكية بالعاصمة ونقل الجثمان ّإلى مسقط رأسه. ويرتقب أن تنتشر عشرات التشكيلات الأمنية التابعة للشرطة والدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي لتأمين الجنازة. وينتظر أن تفرض السلطات حزاما أمنيا مشددا بالمنطقة المحيطة بالمسجد والمقبرة المحلية لإحكام السيطرة على المنطقة في إطار إجراءات تأمين الجنازة.