شهدت العاصمة سنة 2015 عدة حوادث ألهبت الشارع العاصمي وأخذت حيزا كبيرا في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة... أحداثا كان البعض منها فأل خير على آلاف العائلات التي ودعت القصدير والسكنات الهشة نحو شقق محترمة، وأحداثا كانت شؤما على عائلات ودعت القصدير نحو الخيم البالية بالشوارع، مرورا بحرب العصابات التي عرفتها الأحياء السكنية الجديدة. المتتبع للأحداث التي مرت بها العاصمة طيلة سنة 2015، يتأكد أنها لم تختلف عن باقي السنوات الماضية، فبقدر ما حملت معها من مآس وأحزان وارتفاع جنوني للأسعار، أدخلت على قلوب البعض السرور والغبطة بعد انتعاش بورصة إعادة الإسكان وتحقيق الولاية برنامج القضاء شبه الكلي على مختلف النقاط السوداء وأكبر الأحياء القصديرية وفي مقدمتها حي الرملي. إعادة إسكان 35 ألف عائلة في ظرف سنة تعد عملية الترحيل أهم حدث حرك ديناميكية العاصمة من خلال انطلاق تخليصها من السكن الهش والقصديري بالتدريج، فبعد الولادة القيصرية لعملية إعادة الإسكان بحر جوان 2014، استمرت العملية بوتيرة متدرجة خلال سنة 2015 بين تعطيل لشهرين أو شهر وإعادة الانطلاق لمرحلة وأخرى، مكنت ولاية الجزائر خلال سنة 2015 من توزيع أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، خلال السداسي الأخير، لفائدة 212382 مواطنا، فقد تم ترحيل جميع سكان الشاليهات وإخلاء 312 عمارة مهدّدة بالانهيار، من بين 382 بناية. وتؤكد الإحصائيات ترحيل 30 ألف عائلة يضاف إليها 5084 عائلة مستفيدة من سكنات بصيغة الاجتماعي التساهمي، و313 عائلة مستفيدة من سكنات بصيغة العمومي الإيجاري الموزعة من طرف البلديات ليفوق عدد العائلات المرحلة 35 ألف عائلة مكنت الولاية من القضاء على أغلب الأحياء القصديرية الكبرى والمعروفة بالنقاط السوداء منها حي الرملي الذي اعتبرت عملية القضاء عليه بمثابة المهمة المستحيلة التي استطاعت الولاية تحقيقها وسط إجراءات أمنية مشددة ووفق خطة محكمة، إلى جانب الحي القصديري واد الحميز وحي جبل كوكو والحي القصديري ساليبة ببني مسوس. ليطل الوالي عبر ندوة صحفية ويؤكد أن الحكومة استطاعت تحقيق رهان عاصمة قصديرية بلا أكواخ مع بداية 2016. استرجاع 334 هكتارا من الأوعية العقارية استرجعت ولاية الجزائر خلال سنة 2015 أزيد من 334 هكتارا من الأوعية العقارية، عقب عمليات ترحيل سكان البيوت القصديرية والهشة ستستغل حسب الوالي زوخ في إنجاز العديد من المشاريع المحلية، منها ما انطلقت وأخرى قيد الدراسة خصّص لها أزيد من 115 مليار دينار، منها 61 مشروعا عموميا ومرافق عمومية لم تنجز في وقت سابق بسبب مشكل غياب العقار، فيما ستخصص 75 هكتارا لبناء سكنات عمومية لمختلف الصيغ للقضاء على أزمة السكن. وكانت ولاية الجزائر استلمت 11 ألف مسكن مع بداية سنة 2015، تم توزيعها على مختلف البلديات التي تحتوى على مواقع لسكنات هشة، في انتظار استلام الباقي، مطلع سنة 2016، مما يسمح بالتكفل بأزيد من 72 ألف عائلة تم إحصاؤها في شهر جويلية 2013. ... احتجاجات المقصين ألهبت العاصمة كانت التغطية الأمنية التي صاحبت عمليات إعادة الإسكان حاضرة بقوة، حيث كان للغازات المسيلة للدموع والهراوة حظ ونصيب من العملية، بسبب احتجاجات العائلات المقصاة تنديدا بسياسة الإقصاء الجماعي. وتؤكد الإحصائيات إقصاء قرابة 3 آلاف عائلة إلى غاية الآن من مختلف الأحياء القصديرية والمواقع الهشة، لعائلات قيل إنها استفادت من حقها في السكن، منها 1800 عائلة مقصاة في حي الرملي فقط وأزيد من 260 عائلة من حي واد الحميز مع بداية الأسبوع الجاري. احتجاجات عنيفة بديار الشمس وجسر قسنطينة ودرڤانة وعين البنيان أدت إلى تعطل حركة القطار وقطع عدة طرق. ورغم نجاح الولاية في القضاء على أكبر الأحياء القصديرية فقد تسببت بسياستها في نوع آخر من الأحياء القصديرية، تتمثل في ديكور الخيم البالية التي نصبتها العائلات المقصاة في الشوارع ونحن في عز فصل الشتاء، بينما شردت أطفالها وحرمت من حقها في التمدرس إلى إشعار آخر. حرب العصابات تنتعش في الأحياء السكنية الجديدة لم تكد تنتهي فرحة العائلات المرحلة حديثا من مواقع هشة وقصديرية إلى سكنات جديدة تنتهي حتى انتعشت حرب العصابات بين المرحلين الجدد فيما بينهم تارة وبين المرحلين الجدد والسكان القدامى تارة أخرى، حيث حاول كل طرف فرض هيمنته على الطرف الآخر. واستعملت في المواجهات مختلف الأسلحة البيضاء والألعاب النارية الخطيرة لاسيما بالموقع السكني الجديد الكائن بسيدي حماد بولاية البليدة والذي يضم سكان حي الرملي الذين دخلوا في مناوشات مع سكان مفتاح أدت إلى تدخل قوات مكافحة الشغب. والمشكل نفسه وقع بين سكان النخيل المرحلين إلى موقع 5 جويلية بالأربعاء وسكان المنطقة لتعود العائلات وتطرح إشكالية "أين مراكز الشرطة يا زوخ؟". ومع هذا يطل الوالي من جديد ليؤكد أن مصالحه تمكنت في ظرف وجيز من القضاء على أهم النقاط السوداء وإسكان عدد هائل من العائلات يضاهي مقاطعة إدارية، وأن حلم عاصمة دون أكواخ سيتحقق مع بداية سنة 2016، ولعل الأكواخ ستستبدل بالخيم البالية التي أضحت منتشرة عبر مختلف البلديات وشريط السكة الحديدية وبالقرب من المؤسسات التربوية.