أثار تصريح "صادم" لزعيم المركزية النقابية، ردود أفعال قوية لدى مختلف فئات المجتمع من داخل المعارضة ومن خارجها. فيما تم تداول مقطع الفيديو الذي بثته "البلاد" على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وأثار موجة من الغضب لما حمله من سب للدين وللمعارضة بشكل سوقي. سيدي السعيد الذي كان يتحدث عن الموقف المعارض للقرض الاستهلاكي من قبل بعض الأطراف، استعمل جملة سب فيها الدين والمعارضة التي لم تستسغ الآليات الحالية للقرض الاستهلاكي، خاصة ما تعلق بالفوائد التي جعلت العائلات الجزائرية تتجنب البحث في باقي التفاصيل ما دامت الفوائد الربوية من أبرز شروطه، ولم يتردد سيدي السعيد في الرد بتلك الطريقة المشينة التي لقيت انتقادات واسعة من مختلف فئات المجتمع على خصومه النقابيين وجهات أخرى مثل جمعيات الدفاع عن المستهلك . موقف سيدي السعيد من المعارضين يعود بالذاكرة إلى موقف آخر، أعلن عنه وزير الداخلية والجماعات المحلية السابق دحو ولد قابلية في نهاية 26 ماي 2012 عندما وصف البرلمان الشعبي الذي دعت إلى إنشائه الأحزاب المقاطعة للمجلس الشعبي الوطني ب«المقردة"، وأشار ولد قابلية في سياق تبرير تصريحه بأن "مبادرة البرلمان الشعبي خطر على دولة القانون"، قائلا "إن جاب الله وصف تنصيب المجلس الشعبي الوطني بالمسرحية وأنا أقول إن البرلمان الشعبي مقردة". وخلفت تلك التصريحات الني نقلتها "البلاد" عن الوزير الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدها بمقر ولاية تلمسان، موجة من ردود الأفعال الغاضبة والمنتقدة لوزير الداخلية، حيث هددت وقتها أحزاب المعارضة بالتوجه للعدالة قبل تطويق تلك التصريحات وتداعياتها، وها هو عبد المجيد سيدي السعيد يعيد بعث التوتر في الساحة السياسية عندما ألقى بقنبلة الشتم والسب في مرمى المعارضة والمجتمع بصفة عامة. ويرى العديد من النقابيين والناشطين أن سيدي السعيد الذي واكب كل مراحل طرد العمال وتسريحهم وحل المؤسسات العمومية، مدعو للانسحاب بشرف من الساحة النقابية والعمالية، بسبب تقلص دوره وانحصاره في دعم السياسات الحكومية المعلنة، عوضا عن الدفاع عن حقوق العمال. كما أن المركزية النقابية تؤدي دورا سلبيا في الساحة النقابية المشتعلة في عدة قطاعات، وهي لا تتردد في أن تنسب لنفسها انتصارات ومكاسب النقابات الأخرى. كما يبدو أن خرجة سيدي السعيد هذه المرة كانت عثرة سياسية وسقطة نقابية لا حدود لها، وهو يتلذذ بسب الآخرين ودينهم، فضلا عن أن موقفا كهذا لا يليق بمستوى وموقع رجل يقود أعتى وأقدم نقابة عمالية في الجزائر. ويلتزم سيدي السعيد بالصمت في وقت تحول تصريحه إلى دليل قاطع على مستوى النقاش الحاصل في بعض المستويات عندما يتعلق الأمر بالرد على الخصوم، وهو مستوى أصبح يثير استياء ملايين الجزائريين.