الشارع الجزائري بين المعارضة والتأييد القروض الاستهلاكية تثير جدلا واسعا القروض الاستهلاكية حرام.. لأنها ربوية يثير هذه الأيام ملف عودة القروض الاستهلاكية مع بداية سنة 2016 الكثير من البلبلة سواء في الأحاديث العامة أو عبر وسائل الإعلام بل إنه أصبح حديث الشارع الجزائري بين مؤيد ومعارض في ظل الأزمة المالية التي تشهدها البلاد والتقهقر المستمر لأسعار النفط في الأسواق العالمية. من جهتها تراهن الحكومة على أن عودة القروض من شأنه المساهمة في تعزيز وترقية المنتوج الجزائري. عتيقة مغوفل من المعروف عند العام والخاص أن اللجوء إلى القرض الاستهلاكي يعتبر أمرا محرما شرعا لأنه يعتمد في الأساس على التعامل بالربا وهو من المعاملات المالية التي منعها ديننا الإسلامي الحنيف لما فيها من مضرة إلا أن الحكومة الجزائرية رأت في سياسة القرض الاستهلاكي حلا مناسبا لمجابهة الأزمة المالية الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد في هذه السنوات. ارتأت أخبار اليوم النزول إلى الشارع من أجل جس نبض المواطنين من هذه القروض ومدى اقتناعهم بها وهل سيقبلون عليها حقا؟ مواطنون يقررون مقاطعة القرض الاستهلاكي حتى نتمكن من إنجاز موضوعنا قمنا بجولة خاطفة إلى بعض الأحياء الشعبية بالجزائر العاصمة التي تعرف بأنها أزقة الزوالية وقد بدأنا جولتنا بحي باب الوادي العتيق وحاولنا من خلال الجولة أن نتقرب من بعض المواطنين من أجل معرفة رأيهم في بعث القروض الاستهلاكية من جديد وكان أول من تقربنا منه السيد منصف هذا الأخير يشتغل موظفا بمكتب الضرائب الخاصة بالمقاطعة الإدارية لباب الوادي وبعد دردشة بسيطة جمعتنا به سألناه عن الموضوع فرد علينا وبصريح العبارة أنه ضد فكرة إعادة بعث القروض الاستهلاكية جملة وتفصيلا ورأى فيها أنها استنزاف لمال المواطن وبطرق ملتوية بعدما عجزت الدولة عن مجابهة الأزمة الاقتصادية المالية فحسبه هذا النوع من القروض لن يخدم أبدا المواطن البسيط بقدر ما يخدم المصالح الاقتصادية الفاعلة في البلاد فحسبه سيسمح للشركات ببيع كامل بضائعها وتحقيق أرباح كبيرة على حساب المواطن المسكين الذي سيجد نفسه مضطرا لاقتناء بعض السلع التي لا يمكن له اقتناءها براتبه الضعيف ولكنه من جهة أخرى سيربط نفسه بديون طويلة المدى مع البنوك التي ستطالبه بسد الديون الربوية التي لن تنتهي إلا بعد 5 أو 6 سنوات من اقتناء المنتوج الذي سيكون قد أتلف حينها. بعد أن قابلنا السيد منصف وعرفنا رأيه في الموضوع أردنا أن نجمع آراء أخرى فتقربنا هذه المرة من السيد عثمان البالغ من العمر 43 عاما عامل ببلدية باب الوادي وبعد طرح السؤال عليه طأطأ رأسه وقال هل أنت فعلا تريدين معرفة رأيي في القرض الاستهلاكي؟ فأجبناه ب نعم ثم استرسل في الكلام قائلا أنا لن ألجأ أبدا للقرض الاستهلاكي إجابته جعلتنا نبحث عن الأسباب التي جعلته يجيب بهذه الطريقة فحاولنا الحديث معه مرة أخرى فأخبرنا أن عدم الإقبال عليه أمر بديهي ومعروف عند العام والخاص لأن هذا النوع من التعاملات المالية محرمة شرعا لأنها ربوية ولا تجوز في ديانتنا الإسلامية كما أبدى بدوره تعجبه من سكوت أئمة المساجد على مثل هذه المنكرات التي من شأنها أن تقود المجتمع إلى ما لا يحمد عقباه وقد تأسف بدوره من حال بعض المواطنين المسرورين بمثل هذا النوع من التعاملات المالية رغم أنها حرام.
.. وآخرون يعتبرونه حلا مناسبا! لكن من جهة أخرى هناك فئة من المواطنين من لها رأي آخر في إطلاق القروض الاستهلاكية بداية السنة المقبلة ومن بين هؤلاء الأشخاص السيد سمير البالغ من العمر 37 ربيعا يعمل موظفا بالمقاطعة الإدارية لباب الوادي بعد دردشة طريفة جمعتنا به سألناه عن الموضوع الجوهري فرد علينا هذا الأخير أنه يرحب بفكرة إطلاق القروض الاستهلاكية وهو واحد من الناس من ينتظر عودتها وما أثار حماسه هو فتح القرض لتمكن المواطنين من اقتناء سيارات جديدة من نوع رونو سامبول وهو ينتظر بشغف بداية السنة وهو تاريخ بداية القرض حتى يتمكن من اقتناء واحدة من هذه السيارات خصوصا أنه يتعذر عليه فعل ذلك الآن لأنه لا يستطيع دفع ثمن السيارة دفعة واحدة فإمكاناته المحدودة لا تمكنه من ذلك لأنه عامل بسيط ولا يستطيع تجميع المبلغ كله لذلك فإنه يرى أن القرض أفضل حل له.