الداخلية تستنفر تعزيزات استثنائية حول الهيئات الأمنية الحساسة ألقت فرقة من شرطة الحدود بمطار هواري بومدين الدولي، القبض على شخص بحوزته جواز سفر مبحوث عنه دوليا من طرف منظمة "الأنتربول"، كان يعتزم الخروج من الجزائر باتجاه باريس. كما أوقفت مصالح الأمن بالعاصمة مطلوبا آخر لدى الشرطة الدولية بعد ملاحقة أمنية مستمرة منذ نحو أسبوعين، حيث كان الموقوف يعتزم السفر إلى سوريا عبر الأراضي التركية بوثائق مزوّرة. وتحوم شبهات كبيرة حول علاقات الموقوفين بتنظيم "داعش" الإرهابي، لكن بيانا مقتضبا للمديرية العامة للأمن الوطني لم يخض في تفاصيل التهم التي يلاحق بسببهما هذين الشخصين. وأكدت أمس المديرية العامة للأمن الوطني أن "الفرقة الثانية لشرطة الحدود الجوية بمطار هواري بومدين الدولي، تمكنت من ضبط شخص بحوزته جواز سفر مبحوث عنه دوليا، كان بصدد مغادرة التراب الوطني باتجاه باريس". وأفادت المديرية العامة أن هذه العملية "جاءت خلال إجراء قوات الشرطة العاملة على مستوى نقاط معالجة رحلات السفر بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، وبمراقبة وثائق سفر وحركة مرور الأشخاص عبر المطار، لفت انتباههم أحد المسافرين، وبعد التدقيق في وثائقه تبين أنه يحوز على جواز سفر مبحوث عنه دوليا، من طرف منظمة الشرطة الجنائية (أنتربول)، ليتم تقديم المشتبه فيه أمام النيابة المختصة إقليميا". وفي اليوم نفسه، أفلحت شرطة العاصمة، وفقا لمحتوى البيان في توقيف "شخص محل بحث دولي من طرف منظمة الشرطة الجنائية". وأشارت المديرية العامة للشرطة إلى أن العملية جاءت "بعد استغلال معلومات مؤكدة مفادها تواجده على متن مركبة بأحد أحياء العاصمة، ليتم تكثيف عمليات التحري الميدانية، والتوصل إلى تحديد هوية الشخص ومكان تواجده، وضبط بحوزته وثائق مزورة. ليحوّل المشتبه فيه إلى مصلحة الشرطة، لمواصلة التحقيق وتقديمه أمام الجهة القضائية المختصة، بموجب ملف إجراءات قضائية". وكشف مصدر أّمني مطلع أن "بيانات المقاتلين في تنظيم "داعش" تحديدا يجري مراقبتها دوريا على مستوى المراكز الحدودية في المطارات والموانئ ومراكز مراقبة الحدود، وتشدد الرقابة بالتحديد على المسافرين نحو أوروبا ودول المشرق العربي وجنوب شرق أوروبا، وذلك بسبب تفادي الجهاديين المنتمين إلى التنظيم الإرهابي السفر عبر تركيا وبدأوا يبحثون المرور باستعمال مطارات دول الجوار". بالموازاة مع ذلك، أمرت وزارة الداخلية بدفع وحدات أمنية إضافية إلى وسط العاصمة، حيث تدفقت على محطات النقل والمقرات الحكومية والساحات العامة والجامعات، قوات من الشرطة بالزي المدني والرسمي مدعومة بعربات أمنية، لتعزيز الحماية والمراقبة. وتزامن الإجراء مع عودة طلبة الجامعات ومعاهد التكوين وتلاميذ المدارس إلى المؤسسات التعليمية بعد انتهاء عطلة الشتاء، حيث تستقبل هذه المنابر العلمية الموجودة بالعاصمة آلاف القادمين من مختلف الولايات. وأبرز مصدر أمني عليم أن تخوف السلطات الأمنية من تهديدات إرهابية بمناسبة احتفالات عيد الميلاد، ما يزال قائمًا بعدما أفضت الإجراءات الأمنية المتخذة إلى نسف المخطط الإرهابي خلال رأس العام الجديد، لكن تقارير استخباراتية تشير إلى احتمالات أخرى واردة".