دعا البروفيسور محمد ملهاق المختص والباحث في علم الفيروسات، المواطنين الذين انتابتهم حالة من الخوف بعد الأخبار التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمال العودة إلى ما عاشه العالم خلال جائحة كورونا بعد ظهور المتحور الجديد، إلى التحلي بالوعي الصحي، وعدم الخوف، خاصة أن المتحور الجديد XEC المنتشر حاليا في عدة الدول، يُعد متحورا فرعيا للمتحور أوميكرون، وأن اللقاحات متوفرة، والأطباء اكتسبوا خبرة في التعامل مع مثل هذه الفيروسات، وبالتالي المطلوب هو التحلي بالسلوك الوقائي الذي أصبح معروفا عند الجميع. تشكل عودة الأمطار والانخفاض المسجل في درجات الحرارة، مناخا مناسبا لازدهار الفيروسات الشتوية بمختلف أنواعها؛ الأمر الذي يتطلب حسب الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق من كل المواطنين، عدم إهمال الثقافة الوقائية التي اكتسبوها خلال جائحة كورنا، وفي مقدمتها تجنب الأماكن المزدحمة، والالتزام بغسل الأيدي، ووضع الكمامة في بعض الأماكن المغلقة أو المشبوهة، وتجنب الاحتكاك في حال احتمال الإصابة بأي نوع من أنواع الأنفلونزا لتفادي انتشار العدوى. وقال: "الأهم من كل هذا، التزام المعنيين باللقاحات الخاصة بالأنفلونزا الموسمية؛ مثل كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، وكذا النساء الحوامل، والعاملين في السلك الطبي، خاصة مع ظهور فيروسات أخرى تتشابه أعراضها مع الأنفلونزا مثل فيروس XEC". وعن الفيروس الجديد الذي أحدث انتشاره في عدد من الدول حالة من الهلع والخوف، أوضح الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق، أن المتحور الجديد المنتشر في بعض الدول، يُعد متحورا فرعيا للمتحور أوميكرون التابع لفيروس كورونا المستجد؛ أي فيروس كورونا 19، والذي يُعد استمرارا لجائحة كورونا. وحسبه، فإن منظمة الصحة العالمية أكدت أن العالم حقيقة خرج من حالة طوارئ صحية عالمية، ولكن جائحة كورونا لاتزال مستمرة، وبالتالي ظهور الفيروس التاجي XEC دليل على أن مثل هذه الفيروسات أو المتحورات، لاتزال موجودة، واحتمال ظهورها دائما وارد، مشيرا إلى أن هذا الفيروس رُصد لأول مرة، في ألمانيا في شهر جوان 2024، بعدها انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، واليوم هو مسيطر في عدة دول أوروبية مثل فرنسا. وحول احتمال دخوله إلى الجزائر وانتشاره، أوضح الباحث ملهاق أن الحركة الكبيرة التي تشهدها الجزائر مع عدد من الدول الأوربية خاصة فرنسا التي سجلت انتشار الفيروس، يجعل من انتشار هذا الفيروس واردا، لا سيما أن الفيروسات تتميز بسرعة التحول، والتطور، وإيجاد الطفرات التي تنعكس على خصائص الفيروس. وأوضح المتحدث: "هذه المرة جاءت الطفرة بسرعة الانتشار؛ حيث يُعد المتحور XEC سريع الانتشار. أما عن خطورته فهي ممثلة لخطورة أميكرون. غير أن ما يهم في كل ما يتعلق بهذا الفيروس المتحور الجديد، أن الدراسات المخبرية المتوفرة تشير إلى أن هذا المتحور حساس للقاحات كوفيد 19، وبالتالي فإن لقاحات كوفيد 19 فعالة ضد هذا المتحور؛ ما يجعلنا نطمئنّ؛ لأن الإشكال الكبير يُطرح عند غياب اللقاحات، وما يترتب عليها من تأزم لحالات المرضى، وارتفاع أعداد الوفيات". ويرى الباحث ملهاق أن حالة الخوف والقلق مبالغ فيها. وتؤدي إلى خلق نوع من البلبلة غير المبررة في المجتمع؛ يقول: "لسنا في بداية جائحة كورونا وإنما اليوم نحن نعرف الإجراءات الوقائية. واللقاحات متوفرة. كما إن السلك الطبي أصبحت لديه خبرة وتجربة في التعامل مع هذا النوع من الفيروسات والمتحورات،"مشيرا إلى أن البروتوكولات العلاجية موجودة. كما إن التشخيصات أصبحت متاحة، ومنها تقنية "البي سيار" التي تكشف وجود المتحور، لافتا في السياق: " قبل الذهاب إلى كل هذه المعطيات، نؤكد في كل مرة، على الوقاية لتفادي العدوى؛ من خلال الالتزام بغسل الأيدي باستمرار، وتفادي الأماكن المغلقة والمزدحمة. وعند الضرورة لا مانع من استعمال الكمامة التي تُعد من التدابير الهامة للوقاية، خاصة في وسائل النقل، مع الالتزام بعدم الخروج من المنزل، وزيارة الطبيب عند الإصابة بالمرض، خاصة أن أعراض هذا المتحور هي شبيهة بأعراض نزلات البرد، ويصعب التمييز بينها ".