الناتو: الغارات الروسية تقوض جهود السلام بسوريا حمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا بالتعاون مع النظام السوري المسؤولية عن قتل 400 ألف شخص في سوريا، وقال إنه من الضروري محاسبتها على قتلهم. واعتبر أردوغان -خلال مؤتمر صحفي في داكار مع نظيره السنغالي ماكي سال- أن روسيا قوة احتلال في سوريا، واصفا الاتهامات الروسية بشأن إعداد أنقرة لتدخل عسكري في سوريا بأنها أمر مضحك. وأشار إلى أن مشاركة روسيا في الحرب السورية باستخدام قواعدها البحرية في محافظة طرطوس وقاعدتها الجوية في اللاذقية تندرج ضمن سعي موسكو لإقامة دويلة صغيرة للأسد، معتبرا أن الأسد قد انتهى وأن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش تتقاسم الأراضي السورية. واعتبر أردوغان أن وجود الروس والإيرانيين في سوريا يشكل تهديدا لبلاده التي لديها حدود بطول 911 كيلومترا مع سوريا. وقال إن المبرر الوحيد الذي تقدمه موسكو وطهران لوجود قواتهما على الأراضي السورية هو أنهما تقومان بتلبية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد، وتقديم الدعم له "فهم يشتركون معه في الجريمة". وكانت روسيا اتهمت تركيا بالإعداد لتوغل عسكري في شمال سوريا، بينما نفت أنقرة ذلك بوصفة دعاية هدفها إخفاء "جرائم" روسيا. وفي الأثناء، كشف وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عن مباحثات تجرى حاليا من أجل التوصل لوقف إطلاق نار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين في الحرب الدائرة بسوريا منذ خمس سنوات، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن إمكانية التوصل لذلك. وقال كيري للصحفيين في واشنطن اليوم "هناك مناقشات تجري حاليا بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار وقد طرح الروس بعض الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار". وأضاف "لكن إذا كانت مفاوضات فقط من أجل المفاوضات لمواصلة عمليات القصف فلا أحد سيقبل ذلك, وسنعرف مدى جدية الأطراف خلال الأيام القادمة". واتهم الوزير الأمريكي روسيا ونظام بشار الأسد وحلفاءه بانتهاك القرار الدولي رقم 2254، الذي ينص على وقف استهداف المدنيين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. ورفضت روسيا بشدة في الأممالمتحدة الانتقادات الغربية لها بتخريب مفاوضات جنيف عبر دعمها العسكري الكبير لنظام دمشق في شمال سوريا، وأعلنت أنها ستقترح "أفكارا جديدة" خلال اللقاء الدولي المقبل حول سوريا في ميونيخ. من ناحية أخرى، اعتبر الأمين العام ل حلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ أن الغارات الجوية الروسية في سوريا تقوض الجهود الرامية إلى ايجاد حل سياسي للنزاع في هذا البلد، متهما موسكو بأنها "تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة". وقال ستولتنبرغ عند وصوله إلى اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية في دول الاتحاد الأوروبي في أمستردام إن تصعيد روسيا وجودها ونشاطها الجوي في سوريا يتسبب أيضا في توتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي. ورأى أن ذلك يولد مخاطر ويزيد من حدة التوتر ويطرح تحديا للحلف لأنه يشكل انتهاكا للمجال الجوي الأطلسي، داعيا إلى الهدوء ونزع فتيل التصعيد وإلى حل سياسي في سوريا. وشدد ستولتنبرغ على أن تعزيز روسيا وجودها العسكري بشكل جوهري في سوريا وشرق المتوسط يزعزع أيضا التوازن الإستراتيجي في المنطقة.