أثارت حادثة إسقاط الطائرة الروسية وضعا وصف حتى الآن ب"الخطير" وقد يكون لها "تبعات وخيمة" على العلاقات التركية الروسية حسب موسكو، فيما أكدت انقرة أنها لم تتصرف إلا لحماية مجالها الجوي وفي حين دعت عديد من الأوساط السياسية الدولية بضرورة ضبط النفس من الجانبين وتفادي التصعيد. ويأتي الحادث في وقت يعرف فيه الوضع بالمنطقة خاصة بسوريا التي تتقاسم حدودها مع تركيا بعضا من التشنج على خلفية الاستعمال المشترك للمجال الجوي السوري لضرب تنظيم "داعش" الإرهابي أول استهداف التنظيمات الإرهابية الأخرى هناك. الواقعة قال عنها الرئيس الروسي فلاديمي بوتين انها " ضربة في الظهر من أعوان الإرهاب وستكون لها حتما تبعات وخيمة". وفيما تؤكد روسيا ان مقاتلاتها كانت بعيدة عن الأجواء التركية أو بالتحديد على بعد أربعة كيلومترات عنها حسب ما جاء في تصريحات لبوتين قاتا تركيا ان وجهت 10 تحذيرات للطائرة من اجل مغادرة مجالها الجوي الذي اخترقته قبل إسقاطها. انقرة تفسر اليوم تصرفها أمام اجتماع استثنائي للحلف الأطلسي وينتظر ان تتقدم الحكومة التركية اليوم بتفسيرات لحيثيات إسقاطها للطائرة الروسية أمام اجتماع استثنائي للحلف الاطسي. وهي مطالبة بذلك باعتبارها عضو في الحلف. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تسقط فيها دولة عضو في حلف الأطلسي طائرة عسكرية روسية أو سوفيتية منذ الخمسينات. وقالت متحدثة باسم حلف شمال الاطلسى ان تركيا ستطلع سفراء الدول الأعضاء بالحلف اليوم خلال اجتماع طارئ على الوقائع المحيطة بإسقاط طائرة روسية. الرئيس الروسي كانت له ردة فعل بلهجة قوية وصف عبرها ما حدث ب"طعنة في الظهر" وجهت لبلاده وتوقع تبعات خطيرة للحادثة كون الطائرة المستهدفة لم تخترق المجال الجوي التركي . واشنطن تتنصل من أية علاقة لها بالحادث ودعوات دولية لضبط النفس فيما أكدت واشنطن أنها أبلغت من قبل تركيا بشان إسقاطها الطائرة الروسية الحربية بعد اختراقها المجال الجوي التركي اليوم، أكد البنتاغون ان القوات الأمريكية لم تشارك في هذه الحادثة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع أن المذكرة الموقعة بين واشنطنوموسكو بشأن منع وقوع حوادث في أجواء سوريا "لا صلة لها" بحادثة إسقاط المقاتلة الروسية. وقد دعا الرئيس الأمريكي بارك اوباما إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لتجنب تصعيد التوتر بعد إسقاط تركيا الطائرة الروسية . سوريا نددت بشدة بالحادثة معتبرة أن ذلك يمثل "اعتداء سافرا" على السيادة السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان "إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك وقوف الحكومة التركية إلى جانب الإرهاب وتقديم كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية التي بدأت تنهار وتتقهقر تحت ضربات الجيش العربي السوري". وختم المصدر قائلا " ان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد ان الأعمال العدوانية اليائسة لن تزيدنا إلا عزما وإصرارا على مواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وبدعم ومساندة الأصدقاء وعلى رأسهم روسيا الاتحادية ". وتشن روسيا ضربات جوية في مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سوريا منذ 30 سبتمبر الماضي بناء على طلب من الحكومة السورية. وزادت روسيا من غاراتها ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منذ يوم الثلاثاء الماضي بعد إعلان موسكو أن تحطم طائرة ركاب مدنية يوم 31 اكتوبر الماضي فوق شبه جزيرة سيناء كان بسبب "هجوم إرهابي" تبنه التنظيم المتطرف. في غضون ذلك دعت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني، الى ضرورة تجنب التصعيد في العلاقات الروسية التركية بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل الأتراك. وقالت موغيريني "لقد تحدثت صباح اليوم مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.. ولا بد من تفادي التصعيد بين تركياوروسيا". من جهته انتقد رئيس جمهورية التشيك، ميلوش زيمان، تصرفات أنقرة، واصفا إياها ب"الخطوة التي ستعكر الأجواء في المنطقة". أما وزير الخارجية التشيكي، لوبومير زاوراليك، فاعتبرإسقاط تركيا للمقاتلة الروسية يعد "تنبيها من أن على المجتمع الدولي الجلوس إلى طاولة واحدة والتوصل إلى اتفاق، وإلا فسيعمل لصالح الإرهابيين".