كل التوقعات القائلة إن عددا من المسؤولين سيشدون بطونهم ترقبا لإسهال غير منقطع، بسبب إقدام الموقع الإلكتروني ويكيليكس على نشر غسيلهم تكون قد سقطت في الواقع! راديو تروتوار···!عكس الأقوياء الذين يفبركون القانون وبه كالشبكة يطيرون بها ولايقعون فيها، فإن الضعفاء من القوم يبدو أنهم الوحيدون الذي تنغص عليهم بطونهم الأشياء الجديدة، ولو مرة في العام كأن يتذوقوا لحم الخرفان بمناسبة العيد· وهي المناسبة الوحيدة التي يأكلون فيها اللحم ولايذوقون أو يكتفون بالشم· فهذا يجعلهم يتقيأون وقد يلجأون للاستعجالات الطبية· شيء لايحدث لغيرهم ممن يتركون الكبش المشوي دون عظم في رمشة عين ويسألون هل من مزيد! والسيناريو هذا الخاص بالإسهال كان في حكم المتوقع، بعد أن خرج الموقع المسمى ويكيليكس من حيث لايدري أحد، ليمطرنا جميعا ببرقيات سرية كانت قبل ذلك غير قابلة للنشر تخرج من بطون صانعة القرار والناطقة الوحيدة في العالم الذي أصبح قرية كما يصفها منظرو الاعلام والاتصال! وهي بهذا أي البرقيات تكشف كل ماقيل وقال أو رد أو طلب حكام ''ابلاد ميكي - ليكس'' ! أو حتى ميكي دون ابلاد، بعد أن صكها داب ثم انتحر! لكن الذي حدث أن الإسهال لم يصب أحدا حتى الآن في انتظار أن يختم ويكي أخباره الموثقة بالتمام والكمال· فهل أن الدولة باتت دون أسرار، ''وراديو تروتوار'' هو الغالب أبدا بحكم اكتسابه خبرة طويلة في نقل الأخبار وتشويهها؟ وبالتالي فليذهب ويكيليكس الى الجحيم، وإنه لمن المغرضين! أما راديو تروتوار فله باع طويل في تسويق مالم يسمع به البعض في نشرة الثامنة التي أحدث فيها وزير الإعلام ثورة في الفنجان وينسى بعض الرعيان في جرائد الحكومة ممن قضوا نحو 20 عاما فيها ولم يتذكرهم أحد· لعل آخرها، وهي التي أشعلت النار مع مصر الشقيقة أنهم ''راهم يقولوا'' بأنهم أخرجوا جثث الأنصار (يقصدون أنصار الخضر والزرق) من الباب الخلفي للمطار بعد''ماتش كورة''، وبالطبع هذا كلام خاطئ وغير صحيح كما تبين فيما بعد وأكد عدم صحته في الحين أكثر من مسؤول··· فلماذا صدقوا إذن الإشاعات وكذبوا التصريحات الرسمية! لعل هذا مربوطا بحجم وعدد الكذبات، ومادام أن الوزير وقس عليه المسؤول يكذب ثم يعيد الكذبة ولايصدقه الناس ويكتب عندهم (صديق وصادق المشاعر والإحساس)! عجوز لاينفع معها لمس!! القارئ يفيق في العادة على نفس الأخبار المتعلقة بالجزائر العميقة وحتى جزائر الواجهة بعد أن تحولت إلى أسوأ من الريق، اختلاط الماء الصالح للشرب بالماء غير الصالح الذي يحوله الإنجليز إلى غاز، واحتجاج هناك للمطالبة بقبس من نور سونلغاز، ونداء مستعجل لإنقاذ حي ينتمي للقرون الحجرية، وحفرة تكفي لابتلاع دبابة، وجار كالفار قرر حتى هو الاستحواذ على نصف الطريق لكي يضمه لمسكنه وهو يدري بأنه في دولة شعارها إن غاب القط يلعب الفار، بل فئران وبالآلاف لم يعرفوا جنة لهم إلا في عهد العزة والكرامة!نفس المشاكل تعود منذ خمسين عاما مع عقلية أشد تخلفا وأيادي أكثر عبثية واستهتارا بالمال العام الذي تحول للجيب الخاص أو طار في الملاهي بين النسوان في الجزائر وباريس وتايوان، أو أنه أهدر كما يهدر عادة كل مال حرام ولو علا أول مرة فوق الدخان! وعندما يصبح الوضع العام مؤلما ويصنف فيه الجزائري على أنه أول كائن وإنسان حزين على وجه الأرض وفق دراسات دولية موثوقة حول سعادة الشعوب، يكون عندئذ كل شيء قابلا لكي يكون ''نورمال'' وقابلا للتصديق من معزة ولو طارت، وحتى الثعبان الذي يطير في الهند والجن الذي احتل سد تسميسيلت وحذر الصينين والجزائريين الذين يشتغلون فيه، منذرا بحرمان سلال من سلة مائية هو في أمس الحاجة إليها! فماذا عندئذ بوضع الموقع الأسترالي الشهير ويكيليكس أن يضيف لنا من أخبار، إن كانت أفواه تهريب الدولار يقوم بها القمقوم الكبير والقمقوم الصغير· وصوت القرش الذي بات يهدد عرش السياحة في مصر أم الدينا، والطيار والبحار والحراف والبطال وربما المتسول على قارعة الطريق! وماذا عساه أن يضيف لنا في أمور السياسة الخارجية التي تعكس طبيعة السياسة الداخلية، أي سياسة أسوأ من سياسة الغاب الرأي الصواب فيها خطأ والرأي التالف حكمة وتعقل وعنوانها الأساسي طاف على من طاف، واغنم ما استطعت من خيرات البلاد فإنك ميت وإنها ميتة واضرب واهرب! الاستنتاج الأساسي الذي سيصل الى الواحد بعد أن يجتهد ويتمخض فأرا، أن هذه الرهوط التي ما أنزل الله بها من سلطان ممن تنتمي لشر ماخلق لا لايمكنها إلا أن تكون في خدمة الحبر الأعظم في أمريكا، وباقي الأحبار الصغار في باريس والطليان والإسبان والألمان لكسب رضاهم، فهو مبتغاهم وغايتهم الأولى لكي لاينقلب عليهم الدهر كما انقلب على حكام ولوا ظهورهم للماريكان وربما استندوا لشعوبهم بعد قهرها في البداية على اعتبار أنها تموت فيه حبا وتفتديه بالدماء، لكي يبقى سلطانا (نائما) أبد الدهر، فهذا يسمى في لغة السياسة والجوسسة خيانة أو عمالة، وهي كالشيتة أنواع وفنون·ورحنا أكثر من ذلك حين كانت مساعينا تتجه إلى تنبيه الغافلين في الغرب بأن يأخذوا أسلحتهم وسيوفهم لأننا إرهابيون وماذا يفيد القول إن الرئيس إن مرض أو غاب يخلفه رئيس مجلس الأمة إن كان هذا في الدستور، سوى أن هذا الأخير لن يكون أبدا رئيسا بنص الوثيقة نفسها! فكل هذا لم يعد يثير الاستغراب لدى الرأي العام، إن كان هناك شيء أسمه رأي عام وخاص، والحكومة من جهتها كما تفعل مع اللصوصية والسرقات اللامتناهية في الآفاق وغير المنتهية بالتأكيد تعامل على طريقة العجوز التي لم يعد ينفع معها القرص واللمس! وهي في ذلك كما يقول الوزير الأول غير مصابة بأية عقدة··· فكيف يمكن لويكيليكس أن يعقدها؟ فهذا مستحيل بعد أن تجاوزنا الخطوط الحمراء في كل شيء إلا بالطبع أبو جرة سلطاني فهو الوحيد الذي أدهشته تسريبات ويكيلكيس الوثائقية··· ولعله سيندهش أكثر في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد أن بشر الإسلاميين جميعا على اختلاف مللهم وولاءاتهم بأنهم سيصلون الى السلطة في العام 2012 وهو غير مبال بتجربة مصر أم الدينا والعرب وكعبة النظام عندنا!