أعلن قادة لكتائب ثوار من مختلف مدن ومناطق ليبيا رفضهم دخول حكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس٬ واعتبروها "حكومة لم ينصبها الليبيون٬ ولم يعتمدها أي طرف شرعي داخل البلاد" كما حددوا مطالبهم للقبول بالحكومة. ورفض قادة الكتائب، في بيان لهم في وقت متأخر من مساء السبت٬ ما وصفوه بالمؤامرات التي تريد زج العاصمة طرابلس في احتراب داخلي٬ من خلال التنافس على الحكومة٬ وتعزيز الانقسام في ليبيا٬ وجعل العاصمة مكانا للصراع الداخلي٬ مطالبين الجميع بالتحلي بروح المسؤولية وتغليب المصلحة العليا للبلاد. ودعا قادة الكتائب حكومة الوفاق الوطني لإعلان موقفها بشكل واضح وصريح من "مشروع حفتر الانقلابي٬ الذي غلفه ب عملية الكرامة التي دمرت بنغازي٬ وحاربت ثوار المدينة٬ وهجرت أهلها" وفق قولهم, وكذلك توضيح موقفها من الثوار وسبل دعمهم ودمجهم في مؤسسات الدولة: الأمنية والعسكرية والمدنية٬ وضمان عدم الانقلاب على الثورة. وشدد البيان على ضرورة تحديد الحكومة لمفهوم الإرهاب الذي تنوي محاربته بالشراكة مع المجتمع الدولي٬ وما إذا كانت هذه الحرب ستشمل مجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وغيرهم من الثوار. كما أكد ضرورة إعلان موقف الحكومة من القوانين التي اعتمدها المؤتمر الوطني العام مؤخرا والمتعلقة بتطبيق الشريعة الإسلامية٬ مطالبين بتوضيح رأي الحكومة من دار الإفتاء والمفتي الشيخ الصادق الغريان٬ والحملات التي يتعرضان لها. ودعا البيان كذلك المجلس الرئاسي إلى "عدم تفريق صف الثوار وبث الفتنة بينهم في سبيل السعي الحثيث وراء السلطة، وإن كلف ذلك سفك دماء الليبيين" وفق البيان. وتناقلت وسائل إعلام محلية -مقربة من المجلس الرئاسي الليبي- أنباء مساء السبت تفيد بقرب وصول أعضاء المجلس وحكومته إلى العاصمة طرابلس. يُذكر أنه تم تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج بمقتضى اتفاق رعته الأممالمتحدة في الصخيرات المغربية لإنهاء الصراع المحتدم في ليبيا، وسبق للسراج أن قال إن حكومته ستتمكن من الانتقال إلى طرابلس بعد الاتفاق على خطة أمنية مع الشرطة وقوات الجيش وجماعات مسلحة, لكن حكومة الإنقاذ الوطني المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام أعلنت خلال اليومين الماضيين حالة الطوارئ في العاصمة طرابلس٬ وحذرت الحكومة الجديدة من القدوم إليها.