أبدى مارتن كوبلر، المبعوث الاممي الخاص إلى ليبيا، أمس، مخاوف متزايدة من تباطؤ المسار السياسي في هذا البلد قابله توسع نطاق تواجد تنظيم "الدولة الإسلامية" في إشارة الى رفض برلمان طبرق لأول حكومة ليبية شكلها رئيس الحكومة فايز السراج لما بعد اتفاق 17 ديسمبر. ولكن الدبلوماسي الاممي أبدى بعض التفاؤل بقناعة أن نواب البرلمان الليبي تعاملوا مع حكومة السراج على أساس اتفاق المصالحة الموقع منتصف شهر ديسمبر وقال إن ذلك يعد نصف انتصار بالنسبة له أو كما قال "أننا أمام كأس نصفه مملوء". ولم يخف كوبلر في تصريح بالعاصمة التونسية، حيث يوجد أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، ارتياحه لمشاركة العديد من النواب المقاطعين في عملية التصويت ووصف ذلك بالقرار الشجاع. ولكن ذلك لم يمنعه من التأكيد أن المجموعة الدولية في حالة ترقب في تلميح إلى التحذيرات التي أصدرها الاتحاد الأوروبي باحتمال فرض عقوبات على من يعرقل تجسيد اتفاق السلم والمصالحة الليبية. ويوجد ضمن هذه القائمة رئيسا برلماني طبرق وطرابلس عقيلة صالح ونوري أبو سهمين والعديد من المسؤولين الليبيين الذين اعترضوا على طريقة تعيين أعضاء المجلس الرئاسي ووزراء حكومة الوفاق. ورغم التفاؤل الذي أبداه إلا أن كوبلر أكد أن الوضع السياسي يتقدم بخطى بطيئة مقارنة بالوضع العسكري حيث في الوقت الذي يبحث فيه السياسيون عن حلول سياسية يقوم تنظيم "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخرى بالاستيلاء على مزيد من الأراضي الليبية. وكان الدبلوماسي يشير إلى ضرورة إسراع فايز السراج في تعيين حكومة جديدة مصغرة ضمن مهمة تبقى في نظر الكثير من المتتبعين صعبة إذا علمنا أن السراج سبق وأن اقترح طاقما وزاريا مصغرا ولكنه فشل في ذلك بسبب الصراع المحتدم بين مختلف المناطق التي تريد أكبر تمثيل في حكومة الوفاق. وهي المواقف التي اضطرته إلى تشكيل حكومة موسعة من 32 وزيرا التي اصطدمت بمعارضة نواب برلمان طبرق نهار الاثنين وهو الآن مطالب والى غاية الخميس القادم بتشكيل حكومة جديدة بأقل عدد من الوزراء. وإذا كانت فكرة تقليص عدد الوزراء ليست مشكلة في حد ذاتها بالنسبة لفايز السراج فان المعضلة الأساسية التي تؤرقه تبقى حسم مصير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي في مدينة بنغازي الذي تريد سلطات طبرق توليه حقيبة وزارة الدفاع بينما تصر غريمتها في طرابلس على إبعاده من كل مهمة عسكرية. وهو ما رفضه حفتر الذي يقود منذ جوان 2014 عملية عسكرية واسعة النطاق اسماها عملية "كرامة ليبيا" بمدينة بنغازي ضد تنظيم "داعش" و«أنصار الشريعة" المحسوبة على تنظيم "القاعدة". وقال في تصريح نادر أول امس انه يوشك على تطهير المدينة من عناصرهما وان المعركة القادمة ستدور رحاها بمدينة سرت في منطقة الهلال النفطي في وسط البلاد. ويبدو أن كوبلر فهم هذه العقبة وقال أن الأممالمتحدة لا يهمها الأسماء ولن تتدخل فيها لان المسار يجب أن يحسمه الليبيون بدعم الأممالمتحدة. مبديا رغبته في أن يتمكن السراج من احترام مدة العشرة أيام الممنوحة له من اجل الإعلان عن طاقم وزاري جديد.