عائلات اقتلعت "الترنيت" وأخرى باعت أثاثها هددت آلاف العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية والهشة بالعاصمة، بالاحتجاج واستعمال لغة الشارع، بعد أن تم تأجيل عملية إعادة الإسكان الواحدة والعشرين إلى إشعار لاحق، دون أي تبرير، داعين والي العاصمة عبد القادر زوخ إلى عقد ندوة صحفية لوضع النقاط على الحروف. وتعيش آلاف العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية والهشة عبر إقليم ولاية الجزائر على فوهة بركان، بعد أن تبخر حملها بالظفر بسكن لائق خلال عطلة الربيع الموسمية، خاصة وأن أغلبها كانت قد حزمت أمتعتها مباشرة بعد انتهاء فترة الاختبارات، ومنها من قامت ببيع كل أثاثها القديم والأبواب والنوافذ، حسب مصادرنا، التي أكدت أن عائلات قامت باقتلاع "الترنيت" وبيعه لأصحاب الخردة بعد أن تأكد رسميا أنها ستغادر القصدير خلال الأسبوع الأول من بداية العطلة الربيعية، وبصفة أخص الأحياء التي ذكرت أسماءها عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وتبين أنها معنية بالعملية وعلى رأسها حي بوسماحة القصديرية ببوزريعة وحي الحفرة بالحراش وحي الكروش بالرغاية، إلى جانب قرية الشوك وكازناف ببلدية جسر قسنطينة وبعض الأحياء الهشة، ويفوق تعداد العائلات المعنية سبعة آلاف، حسب حصيلة رسمية، حتى أن بعض الأحياء تقدمت إليهم السلطات المحلية مؤكدة لهم أنهم سيرحلون بداية العطلة، وهو ماجعل العائلات تحضر نفسها وتقوم بالتخلص من كل الأثاث والأشياء التي تذكرها بالمعاناة لسنوات طوال تحت رحمة القصدير والسكن الهش، لكن حل الأسبوع الأول من العطلة وشارفت على نهايتها ولم يتم ترحيل أي عائلة، لتتداول وسائل الأعلام أخبارا عن تأجيل عملية إعادة الإسكان الواحدة والعشرين إلى إشعار لاحق دون تبرير سبب إلغائها المؤقت، الأمر الذي استاءت له العائلات المعنية التي طالبت والي العاصمة بوضع حد للتلاعب بها وإعطاء موعد رسمي يتم من خلاله مباشرة "الرحلة" دون تأجيل آو إلغاء، ويكون ذلك عن طريق حوار أو تصريح صحفي يتم من خلاله وضع النقاط على الحروف وطمأنة العائلات التي تعيش على أعصابها منذ انطلاق أولى عمليات إعادة الإسكان بالعاصمة بحر جوان 2014، مهددة باستعمال لغة العنف والخروج إلى الشارع في حال لم يتم اتخاذ القرار المناسب. وكان من المنتظر أن تباشر ولاية الجزائر عمليات إعادة الإسكان الأسبوع الماضي ضمن المرحلة الواحدة والعشرين، تخص قرابة سبعة آلاف عائلة في مختلف الأحياء القصديرية التي تعيق المشاريع الكبرى والبنايات الهشة والأقبية عبر إقليم الولاية، وفي مقدمتها حي الكروش القصديري بالرغاية وقرية الشوك وحي كازناف بجسر قسنطينية. وأكدت حينها مصادرنا أن التحضيرات تجري على قدم وساق لإنجاح العملية الواحدة والعشرين والتي وصفت بالكبرى، نظرا لعدد الأحياء القصديرية التي ستمسها وعدد العائلات التي سيتم إعادة إسكانها، ومن بين الأحياء المعنية حسب المصادر ذاتها حي الكروش القصديري الواقع ببلدية الرغاية والذي يضم ما يفوق الألف و500 عائلة، وتم إدراجه في العملية، بالنظر إلى تواجده قرب مشروع خاص بسكنات عدل والتي تضم 5 آلاف وحدة سكنية، كان قد زارها وزير السكن مؤخرا وطلب تسليم عددا منها في القريب العاجل والتي يرجح أنها ستسلم لمكتتبي عدل 2001 و2002، إلى جانب 1800 عائلة من قرية الشوك وكازناف ببلدية جسر قسنطينة.